انهيار يبتلع قرية
قالت حركة تحرير السودان، التي تسيطر على المنطقة، إن القرية «سُويت بالأرض تمامًا»، ولم ينجُ منها سوى شخص واحد.
وأوضح زعيم الحركة، عبد الواحد نور، أن حجم الكارثة «هائل ويفوق الوصف»، داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل.
وأظهرت صور بثتها وكالة أنباء جبال مرة مساحات مسطحة من الركام بين سلاسل الجبال، مع مشاهد لمواطنين يبحثون عن الجثث تحت الأنقاض، بينما أكد شهود عيان أن القرية اختفت بالكامل، وهو ما وصفه الأهالي بأنه «مأساة غير مسبوقة».
مأساة متكررة
تقع تراسين في وسط جبال مرة، وهي منطقة بركانية وعرة يزيد ارتفاعها على 3000 متر، وتشتهر بأمطارها الغزيرة وبرودتها مقارنة بالمناطق المحيطة. وهذه الطبيعة جعلت الوصول إليها صعبًا، ولا يمكن الدخول إليها إلا سيرًا على الأقدام أو على ظهور الحمير، وفقًا لشهادات محلية.
والانهيار الأرضي يُعد من أفظع الكوارث الطبيعية التي شهدها السودان، الذي اعتاد حوادث الفيضانات والانهيارات خلال موسم الأمطار من يوليو إلى أكتوبر. ففي العام الماضي، أدى انهيار سد في ولاية البحر الأحمر إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل.
حرب موازية
المأساة جاءت في وقت يعيش فيه السودان حربًا أهلية مدمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. وهذا الصراع أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وأجبر 14 مليونًا على النزوح، بينما اجتاحت المجاعة أجزاء واسعة من البلاد.
في حين دارفور، التي مزقتها الصراعات لعقود، باتت اليوم أكثر عزلة من أي وقت مضى. ومنظمة «أطباء بلا حدود» وصفت مناطق مثل جبال مرة بأنها «ثقب أسود» في الاستجابة الإنسانية، محذرة من أن المجتمعات هناك محرومة من المساعدات منذ أكثر من عامين.

مضاعفة المعاناة
مجلس السيادة في الخرطوم أعرب عن «حزنه العميق» على الكارثة، معلنًا حشد ما أمكن من إمكانات لدعم المنطقة. لكن المنظمات الإنسانية ترى أن القيود الصارمة على الوصول إلى مناطق النزاع تجعل الاستجابة غير كافية.
وبحسب الأمم المتحدة، يحتاج أكثر من 30 مليون سوداني إلى مساعدات عاجلة، بينما يعيش نحو 630 ألف شخص في مناطق تعاني المجاعة في دارفور وكردفان. ومع استمرار الحرب واتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تتعمق الفجوة بين حجم المأساة وحجم الاستجابة الدولية.
السودان بين الحرب والكوارث
الانهيار الأرضي في تراسين لم يكن مجرد حادث طبيعي، بل مأساة مضاعفة تجسد الوضع السوداني الراهن: بلد يواجه حربًا أهلية شرسة، وكوارث طبيعية متكررة، وانسدادًا أمام المساعدات الإنسانية. ومع استمرار هذا المثلث القاتل، يجد المدنيون أنفسهم عالقين بين الموت تحت الأنقاض أو الجوع في المخيمات أو القتل في ساحات الحرب.
كانت هذه تفاصيل خبر ثلاثية الموت تحاصر السودان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.