ابوظبي - سيف اليزيد - غزة (الاتحاد)
بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس، مرحلة جديدة من الحرب على قطاع غزة بقصف وتدمير المباني العالية التي تؤوي أعداداً كبيرة من النازحين، بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع يسرائيل كاتس فتح ما وصفها بـ«أبواب الجحيم»، وذلك مع دخول الحرب يومها الـ 700 وسط استمرار المأساة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع.
وقصف الجيش الإسرائيلي «برج مشتهي»، وهو مبنى متعدد الطوابق غرب مدينة غزة يؤوي مئات الفلسطينيين ويقع بمنطقة تضم عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين.
ولم يمهل الجيش العائلات المقيمة داخل المبنى سوى أقل من ساعة واحدة لإخلائه قبل قصفه مرتين بسلسلة غارات شنتها المقاتلات الحربية أدت إلى تدميره بالكامل.
وبذلك يكون الجيش الإسرائيلي قد بدأ مرحلة جديدة من الحرب تزامناً مع انطلاق عمليته البرية الهادفة لاحتلال غزة وتهجير أكثر من مليون فلسطيني بين ساكن ونازح بالمدينة إلى جنوب القطاع.
وفي 8 أغسطس الماضي أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية.
ويعد المبنى واحداً من المباني القليلة المتبقية في مدينة غزة، قبل أن ينال منه القصف الأخير، حاله كحال معظم مباني القطاع التي طالتها الغارات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق أمس، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بأن «أبواب الجحيم» تفتح على غزة الآن، وتم تسليم أول إشعار بإخلاء مبنى شاهق في مدينة غزة قبل الهجوم. وقال: «عندما يُفتح الباب لن يُغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم».
وتمضي إسرائيل في خطة السيطرة على القطاع الفلسطيني رغم تزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تدعوها إلى إنهاء الحرب على غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة الشهر الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية قولها إن العشرات قتلوا في قصف على القطاع أمس، شمل منازل وخياماً للنازحين بمدينة غزة.
وألقت القوات الإسرائيلية، أمس، منشورات تحذيرية فوق حي الشيخ رضوان في شمال غرب مدينة غزة، دعت فيها السكان إلى الإخلاء الفوري من عدة مناطق في المدينة ومخيم جباليا.
وتدخل الحرب يومها الـ700 في وقت أعلنت فيه إسرائيل السيطرة على 40 % من مدينة غزة، وتستعد للسيطرة عليها بالكامل في هجوم جديد.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 64 ألفاً، و300 فلسطيني منذ أكتوبر 2023. وذكرت الوزارة، في بيان، أن الغارات الإسرائيلية على غزة قتلت 69 فلسطينياً، خلال الساعات الـ24 الماضية.