الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من بيروت: في تطوّر لافت قد يعيد خلط الأوراق في المشهد السياسي الأميركي، كشف عضو بارز في الحزب الجمهوري أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان "مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)" في ما يخص قضية جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية.
وجاء هذا التصريح المفاجئ على لسان رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون خلال مقابلة مع شبكة CNN، حينما سُئل عن تكرار ترمب لوصف الجدل القائم حول إبستين بأنه مجرد "خدعة من صنع الديمقراطيين" تهدف إلى تشويه سمعته السياسية قبيل احتمالية خوضه السباق الرئاسي مرة أخرى.
"مرعوب... لكنه يصدّق الفظاعة"
قال جونسون:
"ما يشير إليه ترمب هو الخدعة التي يستخدمها الديمقراطيون لمحاولة مهاجمته. لقد تحدثت معه عن هذا الأمر مرات عديدة. إنه مرعوب... لا يقول إن ما فعله إبستين خدعة، بل شرٌّ فظيع لا يُوصف. هو نفسه يُصدق ذلك."
ويبدو أن تصريحات جونسون جاءت في محاولة لتوضيح موقف ترمب بعد تزايد التكهنات بشأن ارتباطه المحتمل بالملف القضائي الخاص بإبستين، وهو الملف الذي لا يزال مثار جدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.
القائمة المفقودة والشكوك المستمرة
تعود جذور الجدل إلى فبراير/شباط الماضي، حين صرّحت المدعية العامة بام بوندي بوجود ما سمّته "قائمة عملاء" لجيفري إبستين على مكتبها. إلا أن وزارة العدل الأميركية نفت لاحقًا في يوليو/تموز العثور على أي دليل يدعم وجود مثل هذه القائمة.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فقد أبلغت بوندي الرئيس ترمب بأن اسمه ورد عدة مرات في ملفات إبستين، الذي عُثر عليه ميتًا في زنزانته في أغسطس/آب 2019 بمركز الإصلاح الحضري، في واقعة ما زالت تحوم حولها شكوك ومطالب بالتحقيق.
"كان يحاول كشف المعلومات"
وتابع جونسون تصريحاته لشبكة CNN قائلاً:
"عندما سمع الشائعة لأول مرة، طرده من منتجع مارالاغو... لقد كان مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي يحاول كشف المعلومات."
وكانت العلاقة بين ترمب وإبستين قد شغلت الرأي العام لسنوات، إذ كانا يُعتبران مقربين في فترة من الزمن، قبل أن يعلن ترمب أنه قطع صلته بإبستين بعد أن استقطب الأخير موظفين من نادي مارالاغو الذي يملكه الرئيس السابق في ولاية فلوريدا.
الانقسام الجمهوري: شكوك من الداخل
ورغم تصريحات جونسون التي تهدف لتبرئة ترمب أو على الأقل تفسير موقفه، إلا أن الشكوك لم تتوقف، بل تزايدت حتى داخل معسكره السياسي.
فقد اتهم عدد من الشخصيات اليمينية البارزة والمعروفة بولائها لترمب – منهم ستيف بانون، وتاكر كارلسون، والناشطة لورا لومر – إدارته بانعدام الشفافية في التعامل مع قضية إبستين، ما يعكس انقساماً حاداً داخل التيار الجمهوري بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية الشائكة.