كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 27 يوليو 2025 08:12 صباحاً - كثيرًا ما تواجه الأم خلال سنوات الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة، بعض العادات السيئة لطفلها، والتي تزعجها وتزعج الآخرين، ولأ نها لا ترغب أن تلازم هذه العادات طفلها بقية مراحل حياته، فعليها أن تقوم بتعديلها قبل أن تكبر مع الطفل. ومن هذه العادات السيئة: العناد، المقاطعة في الحديث، العنف، عدم طلب الإذن، التخريب، قضم الأظافر، وعادات أخرى كثيرة سنتناول بعضها في هذا التقرير. ومن الناحية النفسية والتربوية هناك بطبيعة الحال أسباب لهذه العادات وعلامات، منها: إضاعة الوقت في متابعة الشاشات، وقد تكون ناتجة عن رغبة الطفل في تجربة سلوك جديد، أو عدم قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره، أو نتيجة لعدم الانضباط أو الهروب من قواعد الأسرة. في هذا الشأن التقت"الخليج 365 وطفلك" بالدكتور محمود القطان أستاذ طب نفس الطفل وتعديل السلوك لشرح وتوضيح بعض العادات السيئة عند الأطفال ومظاهرها وطرق التعامل معها.
أبرز العادات السيئة للطفل
عناد الطفل من العادات السيئة
الكذب: قد يكذب الطفل ليتجنب المتاعب أو الهروب من المسؤولية. العناد: قد يعاند الطفل لعدم رغبته في الامتثال للأوامر أو القواعد. المقاطعة: قد يقاطع الطفل الآخرين في الحديث بسبب عدم قدرته على الانتظار أو لرغبته في التعبير عن رأيه. العنف: قد يلجأ الطفل للعنف للتعبير عن غضبه أو إحباطه. الإحراج: قد يحرج الطفل الآخرين نتيجة لقلة خبرته أو عدم قدرته على التكيف مع المواقف الاجتماعية. التخريب: قد يقوم الطفل بتخريب الأشياء نتيجة لرغبته في جذب الانتباه، أو لعدم قدرته على التعبير عن المشاعر. إضاعة الوقت في الألعاب الرقمية: قد يؤدي الإفراط في التعامل معها، إلى إدمان الطفل للتكنولوجيا وتدهور قدراته العقلية. العادات العصبية: مثل قضم الأظافر، وقد تكون هذه العادات طريقة للطفل للتعامل مع التوتر أو التغييرات في الروتين.
أسباب وراء بعض العادات السيئة :
عادة التخريب
طفلة صغيرة تخرب نظام الغرفة وتقلبه
من باب تقليد الأطفال الآخرين ربما، أو وجود نقص في شخصية الطفل، يقوم الطفل بتخريب الأشياء ويتحول لطفل مخرب.
عدم شعور الطفل بالأمان، وإحساسه بالتوتر والقلق، وعدم إحساسه بالاستقرار، يكون سبباً في نشأة الطفل المخرب.
الرغبة الشخصية للطفل في إرضاء عواطفه، قد تكون سبباً في تنشئة عادة التخريب السيئة، بجانب تقلب مزاجه، وعدم معرفته بما يريد.
محاولة تجربة سلوك جديد، ومشاهدة رد فعل الأطفال الآخرين تجاهه: لو جذب شعرهم مثلاً، أو قام بإتلاف وكسر أغراضهم.
فقدان الطفل لقدرته على التعبير عن مشاعره مثل؛ الجوع أو العطش أو النعاس؛ فيقوم بتصرفات مؤذية، مثل سكب الطعام المخصص للكبار.
وقد يقوم بتصرفات تندرج تحت مسمى التخريب؛ لكي يدافع عن ممتلكاته وأغراضه، خاصة أمام الغرباء.
أو بسبب وجوده في بيت فوضوي لا يوجد فيه انضباط، أو نتيجة لوجود أم لا تهتم بالترتيب وقيمة الأشياء، والعيش على التبذير.
عادة الشغب المنزلي تشكو الكثير من الأمهات ضيقهن من سلوك الطفل المشاغب، بينما تعتبره بعضهن سلوكاً صحياً وطبيعياً، رغم مظاهر الفوضى في البيت وعدم الشعور بالراحة. يمكن التعامل مع هذا الطفل بتوفير جو الهدوء والراحة النفسية في البيت، وعدم اللجوء للعقاب البدني كلما أخطأ الطفل خطأ صغيراً. الحرص على مكافأة الطفل في حال تخليه عن سلوك سيئ سابق، ومدحه وتقديره أمام الآخرين، مع تحلي الأم بالصبر وطول البال وضبط الأعصاب، لتصبح قدوة لأطفالها.
كيف أُعلم طفلي قواعد التسامح؟ هل تودين التعرف إليها؟
الطفل العدواني
طفل عدواني يستعرض عضلاته
الطفل العدواني من المشاكل الشائعة في أي بيت، ووجوده يؤذي كل من حوله،؛ فهو يقوم بتصرفات مثل الضرب والعض، والخطوة الأولى في تعديل سلوك هذا الطفل هي:
وجود القدوة في حياته؛ بحيث يكون الأب والأم هما قدوته الأولى.
على الأم أن تقرب المسافة بين الأب والطفل و بينها وبين الطفلة.
الحضن والمحبة والتفاهم وممارسة الهوايات، يمكنها سحب الطفل نحو الهدوء وضبط الأعصاب.
احتضني الطفل وأشعريه بأهميته، وأسندي له بعض الأعمال المنزلية؛ لكي تُسحب منه طاقته السلبية، ويفرّغ طاقته.
قومي بقضاء وقت طويل مع طفلك، وقومي بنشاطات متعددة معه داخل البيت وخارجه.
ساعدي طفلك العدواني؛ لكي يملأ وقت فراغه؛ مثل أن يرسم أو يلوّن.
لا تفرطي بالعقاب أو مدح طفلك ؛ لكي لا يصبح معجباً بنفسه، فيستهين بالآخرين.
عادة الفوضوية من العادات السيئة؛ ان يتحول الطفل في بعض الأحيان، إلى طفل فوضوي، ليس بمعنى الضجيج، ولكن الفوضى التي تتحول لبرنامج حياة؛ فالطفل غير منظم، ويلقي بالأشياء يميناً وشمالاً؛ مما يتعب الأم ويستنزف طاقتها. ولعلاج الطفل الفوضوي في البيت:
على الأم أن تهتم بتنظيم أشياء الطفل، حتى لا يبذل جهداً في العثور عليها، خاصة في وقت الخروج إلى المدرسة.
على الأم أن تعلم طفلها النظام عن طريق اللعب؛ حيث تساعد الكثير من الألعاب التربوية في تعليم الطفل النظام.
يمكن أن تختاري اللعبة بمساعدة المرشدة التربوية أو بواسطة مواقع التصفح على الشبكة الإلكترونية.
حقائق وراء عادة الكذب
طفل يلعب بأفكار من الخيال
في بعض الأحيان لا يمكن أن نطلق على كل ما يخبرنا به الطفل أنه كذب، فهو يتخيل ويعتقد أنه يقول الصدق، ولا يمكن أن تعاقبي الطفل على خياله مثلاً، فهذا مظهر سلوكي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة.
في سن ما تحت الثامنة يكون الطفل خيالياً بمعنى أنه سوف يخبرك عن الغوريلا التي تسلقت سور المنزل، فاستمعي له جيداً ثم أخبريه بأنها خيالات وليست أكاذيب.
يجب أن تعاقبي طفلك في حال الكذب عقاباً فورياً دون تأجيل، والعقاب لا يكون بدنياً، في حال كذبه اطلبي منه تنظيف الحديقة، نسخ سورة من القرآن الكريم، نسخ جدول الضرب وهكذا.
مص الإبهام والأصابع واللهايات
طفل صغير يضع أصابعه في فمه
عادة ما يبدأ مص الإبهام والأصابع في الأشهر القليلة الأولى من العمر، ويتخلص الكثير من الأطفال من هذه العادة السيئة، قبل بلوغهم عامهم الأول، لكن قد يتوقف معظمهم عن هذه العادة عند بلوغ سن الخامسة بسبب ضغط من حولهم. المص له تأثير مهدئ، وغالباً ما يساعد الأطفال على النوم، ومع ذلك، قد يصبح الأمر مقلقاً عندما تبدأ الأسنان الدائمة في الظهور (حوالي 5 سنوات) ؛ فالمص يغير شكل أسنان الطفل . صرير الأسنان هي عادة تظهر في أكثر من نصف الأطفال ذوي النمو الطبيعي، و تبدأ عادة في سن 6 أشهر عندما تظهر الأسنان اللبنية، ومرة أخرى في حوالي سن 5 عندما تظهر الأسنان الدائمة. ويحدث صرير الأسنان بشكل رئيسي أثناء النوم، عادة ما يتخلص منها الأطفال، وقد تستمر حتى مرحلة البلوغ. بعض الأفكار للمساعدة في التخلص منها:
اعملي شقوقاً في لسان اللهاية، فهذا يجعلها أقل فعالية فيفقد الأطفال الاهتمام بها.
اطلبي من طفلك المساعدة في وضع كل اللهايات الخاصة به في علبة صغيرة ، واتركيها طوال الليل، ثم اتركي بداخلها مكافأة خاصة للطفل الذي يتخلى عن اللهاية.
اجعلي طفلك يترك المصاصة في غرفة النوم كل صباح؛ حتى يقتصر استخدامها في وقت النوم أو وقت القيلولة فقط.
* ملاحظة من"الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.