اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية!

  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 1/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 2/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 3/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 4/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 5/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 6/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 7/8
  • اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! 8/8

في اليابان، لا تنتهي ساعات العمل عند مغادرة المكتب، بل تبدأ مرحلة أخرى من التواصل تُعرف باسم ”نومينيكيشون“ — مزيج من كلمتي ”نومي“ (شرب) و”كوميونيكيشن“ (تواصل). هذه العادة المتجذّرة في ثقافة الشركات اليابانية لطالما اعتُبرت وسيلة غير رسمية لتقوية الروابط بين الزملاء وكسب رضا المدراء. وبينما يشهد الجيل الجديد تغيّرًا في النظرة تجاهها، تظل نومينيكيشون جزءًا لا يُستهان به من بيئة العمل في اليابان، حاملةً معها الكثير من القصص والتقاليد.

الشرب لمشاركة الأفكار مع الزملاء

تخيل مشهد حمل الموظفين أكوابا وهتافهم ”كانباي! (بصحتك!)“ داخل حانة ”إيزاكايا“ بالقرب من مكان عملهم. وبالرغم من وجود الطعام إلا أن التركيز الأساسي ينصب على الشرب حتى يشعروا بالاسترخاء الكافي لمشاركة أفكارهم وآرائهم بحرية، وهي أمور قد يترددون في الإفصاح عنها في أحوالهم العادية.

كلمة ”نومينيكيشون“ اليابانية هي مزيج من كلمة ”نومي“، وهي شكل من أشكال فعل يشرب، وكلمة ”تواصل“ باللغة الإنجليزية. وتعد جزءا متعارف عليه في ثقافة العمل في اليابان، وتتجلى في ”نوميكاي (حفلات الشرب)“، حيث يعتقد أن الكحول يمكن أن يكون وسيلة لبناء علاقات وطيدة بين الزملاء.

أما الحفلة التقليدية فهي ”بونينكاي“ والتي تقام في نهاية العام ”لنسيان“ السنة أو على الأقل ما مر بها من متاعب. وتقام تجمعات أخرى شائعة في بداية العام أو عند مغادرة موظفين أو انضمام جدد إلى الشركة، ويمكن أن تقام لأسباب متنوعة. وتقام تلك الاحتفالات في إيزاكايا أو مطعم عندما يكون عدد المشاركين كبير، أو قد يجتمع عدد قليل من الأشخاص على طاولة في حانة محلية.

يقوم المشاركون غالبا بسكب المشروبات لبعضهم البعض من زجاجات مشتركة، مع مراعاة التسلسل الهرمي للشركة، غالبا ما يحظى الرؤساء بهذه الخدمة، ويتم توزيع الطعام بينهم أيضا.

يعتبر الكثيرون أنه من الأدب توجيه ملصقات زجاجات الجعة للأعلى عند صب المشروب للآخرين. ولا يزال من المتوقع في العديد من الشركات أن يتولى الموظفون الأدنى رتبة مسؤولية صب المشروبات وتقديم الطعام. (© بيكستا)
يعتبر الكثيرون أنه من الأدب توجيه ملصقات زجاجات الجعة للأعلى عند صب المشروب للآخرين. ولا يزال من المتوقع في العديد من الشركات أن يتولى الموظفون الأدنى رتبة مسؤولية صب المشروبات وتقديم الطعام. (© بيكستا)

ولكن تشهد هذه الثقافة المؤسسية تغيرا سريعا. فقد أظهر استطلاع أجرته شركة طوكيو شوكو للأبحاث في عام 2024 أن 59.6% فقط من الشركات أقامت حفلات نهاية العام أو بداية السنة الجديدة، وهو ما يقل بنحو 20 نقطة مئوية مقارنة بعام 2019، أي قبل انتشار جائحة كوفيد-19. وتعزى الأسباب وراء ذلك إلى انخفاض الطلب وتزايد تعبير الموظفين عن معارضتهم، ما يعني أن حفلات الشرب لم تستعد مكانتها السابقة حتى بعد رفع القيود المرتبطة بالجائحة.

إقامة حفلات نهاية العام/رأس السنة الجديدة في الشركات اليابانية

وفي استطلاعات أخرى، كان من أبرز الأسباب التي ذكرها الموظفون لعدم رغبتهم في حفلات ”نومينيكيشون“ هي شعورهم بعدم القدرة على الاسترخاء التام، واعتبارها امتدادا لساعات العمل. يقول أوغوتشي يوتاكا من معهد أبحاث NLI إن الجائحة ساهمت في زيادة التنوع في أساليب العمل، كما زادت من الفصل الواضح بين الحياة المهنية والحياة الخاصة.

الرغبة في عدم ممارسة نومينيكيشون

أظهرت بيانات من وكالة الضرائب الوطنية أن متوسط استهلاك الفرد للمشروبات الكحولية في اليابان بلغ 75.4 لترا في السنة المالية 2022، بانخفاض قدره 25% مقارنة بما كان عليه قبل 30 عاما. وبشكل عام، أصبح الشباب يشربون كميات أقل، ما يعزز ميلهم الملحوظ لتجنب حفلات الشرب.

وقد أظهر استطلاع أجري في عام 2024 من قبل شركة ”جوب سوكين“ أن كبار السن كانوا أقل حماسا تجاه ”نوميكاي“. فقد أعرب 68.8% من الموظفين في العشرينات من عمرهم عن رغبتهم في حضور حفلة نهاية العام، مقارنة بـ51.9% من الموظفين في الأربعينات، و40.3% في الخمسينات. وأظهر استطلاع آخر أجرته شركة ”دايكوكويا“ في عام 2023 نتائج مشابهة، حيث أعرب 46% من المشاركين في العشرينات و44% في الثلاثينات عن حبهم لحفلات الشرب الخاصة بالعمل، مقارنة بـ37.6% و27.6% بين الموظفين في الأربعينات والخمسينات على التوالي.

آراء الموظفين حول إقامة حفلات الشرب

ومع وصول الكثير من الموظفين إلى مناصب إدارية وهم في الخمسينات من عمرهم، فربما يشعرون بالقلق إزاء المخاطر المرتبطة بحفلات العمل. فإذا بالغوا في الشرب، فقد يتصرفون بشكل مبالغ فيه ويقعون في مواقف مثل التنمر أو الجنسي. حتى أن هناك مصطلحا شاملا لهذا السلوك غير المرغوب فيه المتعلق بشرب الكحول يعرف بـ”التحرش الكحولي“.

كما أظهر استطلاع أجراه معهد بيرسول للأبحاث أن ما يقارب من 80% من المشاركين اعتبروا الانتقادات الموجهة إليهم بسبب عدم حضورهم حفلات الشرب أو عدم تقديم المشروبات نوع من أنواع المضايقات. بينما اعتبر حوالي نصف المشاركين أن قيام شخص بطلب البيرة لهم دون استئذان يعد إحدى المضايقات أيضا. إن الحاجة إلى مراعاة السلوك خلال الحفلات، بالإضافة إلى المخاوف الصحية، تجعل من الصعب حتى مجرد دعوة الأشخاص لهذه المناسبات.

أصبح احتمالية حدوث مشاكل تتعلق بالتحرش مصدر قلق في حفلات الشرب (© بيكستا)
أصبح احتمالية حدوث مشاكل تتعلق بالتحرش مصدر قلق في حفلات الشرب (© بيكستا)

نشرت وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية في فبراير/شباط عام 2024 أول إرشاداتها بشأن المخاطر الصحية المتعلقة بشرب الكحول. وذكرت أن استهلاك 20 غراما من الكحول (على سبيل المثال، ما يعادل علبة بيرة سعة 500 مل) يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويمكن ملاحظة ازدياد القلق بشأن العلاقة بين شرب الكحول والمشاكل الصحية بين جميع الفئات العمرية.

وحسب استطلاع شركة ”دايكوكويا“، يحضر المشاركون في المسح ما متوسطه ​​17 حفلة شرب مرتبطة بالعمل سنويا، وينفقون تقريبا ​​4237 ينا في كل مرة، أي ما يعادل 6002 ين شهريا. ويعد ارتفاع الأسعار منذ عام 2024 سببا إضافيا قد يدفع البعض إلى تفويت هذه الحفلات وتوفير المال لاحتياجات أخرى.

تكلفة حفلة الشرب الواحدة (2023)

أصبح الكثير من العاملين في العشرينات من عمرهم بالغين خلال الجائحة، وقد واجهوا صعوبات في التواصل مع أقرانهم وزملائهم الأكبر سنا. وهذا يفسر الميل العام لديهم إلى الرغبة في اللقاء وجها لوجه مع الآخرين. وفي استطلاع شركة ”جوب سوكين“، كانت أبرز الأسباب التي ذكرت للرغبة في حضور حفلات الشرب هي تعميق الصداقات مع الزملاء وإتاحة فرصة للتحدث مع الآخرين وجها لوجه وبناء علاقات مع الرؤساء. وفي قسم الإجابات الحرة، عبر أحد المشاركين عن رأيه بأن العمل عن بعد قد سلّط الضوء على فوائد اللقاء والتحدث المباشر مع الأشخاص. وربما مع تراجع شيوع نومينيكيشون، سيبدأ الناس في إدراك قيمة هذا النوع من التواصل مجددا.

الماضي والمستقبل

كانت المشروبات الكحولية منذ العصور القديمة وسيلة لبناء الروابط الاجتماعية في اليابان، حيث لعبت دورا مهما في المناسبات الأساسية في حياة الناس. تصف جمعية صانعي الساكي والشوتشو اليابانية على موقعها الإلكتروني كيف يشكل احتساء المشروبات الكحولية بشكل جماعي رابطا رمزيا، كما هو الحال عندما يتشارك العروسان الساكي.

صورة تظهر سكان بلدة محلية وهم يشربون معا من فترة إيدو (1603–1868).(بإذن من مجموعة المكتبة الرقمية الوطنية للبرلمان).
صورة تظهر سكان بلدة محلية وهم يشربون معا من فترة إيدو (1603–1868).(بإذن من مجموعة المكتبة الرقمية الوطنية للبرلمان).

أصبحت حفلات الشرب في أماكن العمل شائعة في اليابان خلال فترة النمو الاقتصادي المزدهر في ستينات القرن الماضي، حيث كان ينظر إليها كوسيلة لتحسين التواصل. وظهرت كلمة ”نومينيكيشون“ لأول مرة في وسائل الإعلام في الثمانينات. وقد تضمن مقال نشر عام 1984 في صحيفة أساهي شيمبون، مقابلة مع مدير في شركة كبرى تحدث عن تلقيه نصائح غير متوقعة من الموظفين أثناء الشرب وعن استلهامه آراء الشباب.

ولا تزال الشركات ترى أن مثل هذه التجمعات مفيدة. فقد أظهر استطلاع أجراه معهد أبحاث الموارد البشرية أن نحو 60% من الشركات لاحظت وجود مشكلات داخلية في التواصل. وكانت أكثر الحلول شيوعا حول كيفية التعامل مع هذا الأمر هو إقامة أو دعم حفلات يتقاسم فيها الموظفون الطعام والشراب معا.

قد تشكل الرؤى الجديدة حول أماكن الشرب مستقبل ”نومينيكيشون“. فمنذ عام 2022، بدأت شركة أساهي للجعة تشغيل ”سومادوري بار“ في حي شيبويا، والذي اشتق اسمه من اختصار لعبارة (الشرب الذكي). ويقدّم هذا البار مجموعة واسعة من المشروبات غير الكحولية أو منخفضة الكحول، مستهدفا الأشخاص الذين لا يشربون الكحول ولكنهم يستمتعون بالجوانب الاجتماعية للحانات، وكذلك أولئك الذين يفضلون الشرب الخفيف. كما يتزايد اهتمام شركات المشروبات الأخرى بهذا السوق، والذي يشهد نموا ملحوظا بين الشباب على وجه الخصوص.

يقدم ”سومادوري بار“ في حي شيبويا بطوكيو مشروبات بثلاث تراكيز مختلفة من الكحول: 0% و 0.5% و3% (© تاناكا رويكو).
يقدم ”سومادوري بار“ في حي شيبويا بطوكيو مشروبات بثلاث تراكيز مختلفة من الكحول: 0% و 0.5% و3% (© تاناكا رويكو).

وبينما يُولي الموظفون أهمية متزايدة لحياتهم الخاصة ويقل استهلاك الشباب للمشروبات الكحولية، فإن رغبة الشركات والكثير من الموظفين في تعزيز العلاقات الاجتماعية مع زملائهم تعني أن ”نومينيكيشون“ ستستمر على الأرجح، حتى وإن تغير شكلها مع مرور الوقت.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بتاريخ 20 مايو/أيار 2025، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: عمال يابانيون يستمتعون بالشرب معا. © بيكستا)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | جيل جديد يغيّر قواعد التواصل داخل الشركات اليابانية! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.