القاهرة - سمر حسين - صحة

في عام 2018، لاحظ رجل بريطاني يبلغ من العمر 63 عامًا، ظهور «آفة» بلون الجلد على كعب قدمه، وظن في البداية أنها «ثؤلول» فحاول تجميدها للتخلص منها؛ ولكن، كشف الفحص المخبري لاحقًا عن الحقيقة المؤلمة، كانت تلك الآفة في الواقع ميلانوما، أخطر أنواع سرطان الجلد.
وقال ألاستير موير، وهو مسن من كينروس في اسكتلندا: «يرتبط معظم الناس الميلانوما عادةً بالشامات الصبغية التي تتغير أو تنمو، ولكن من المهم أن يعلم الناس أن الأمر لا يظهر دائمًا بهذه الطريقة. يجب أن يكون الناس على وعي بأن أي تغير أو اختلاف في الجلد يستحق أن يتم فحصه».
ووفقًا لما ذكرته «ديلي ميل»، استلزم الأمر عدة عمليات جراحية لإزالة النمو من قدمه، مما جعله يقضي شهورًا على العكازات، ليتعافى حتى بدأت صحته تتدهور في أوائل عام 2023.
ضعف الرؤية وانتشار الورم.. مضاعفات نادرة لسرطان الجلد
ربما مضاعفات المرض كانت سببًا في تدهور حالة المريض، إذ بدأ موير يعاني من مشاكل غير معتادة في رؤيته، بما في ذلك العشى الليلي، وبعد إجراء المزيد من الفحوصات، تم التأكد من أنها حالة نادرة تُسمى التهاب الشبكية المرتبط بالميلانوما، وهذه الحالة هي مضاعفة نادرة لسرطان الجلد، حيث يتسبب المرض في تحفيز استجابة مناعية تجعل الجسم يرسل بروتينات محاربة لمهاجمة العينين، وفي العديد من الحالات، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى العمى الدائم.
أضاف: «أن يُقال لي إنني قد أفقد بصري كان تجربة أكبر وأكثر رعبًا من تشخيصي بالسرطان».
ثم بدأ في علاج يُعرف بـ تبادل البلازما، حيث يتم تصفية الدم لإزالة البروتينات الضارة، وهو العلاج الذي أظهر تحسنًا جيدًا في قدرته على الرؤية.
في وقت لاحق من نفس العام، كشفت الفحوصات أن السرطان انتشر إلى العقد اللمفاوية في أعلى ساقه وحوضه، ولكن الجراحات الإضافية التي أجريت لإزالة المرض باءت بالفشل، حيث استمر السرطان في الانتشار.
أخطر أنواع سرطان الجلد
وفقًا لمؤسسة سرطان الجلد يُعد سرطان الميلانوما أحد أخطر أنواع سرطانات الجلد، وينشأ في الخلايا الميلانينية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين التي تمنح الجلد لونه الطبيعي، وغالبًا ما يظهر الميلانوما على شكل شامة جديدة، أو كتغير في شامة موجودة مسبقًا، وقد يتطور سريعًا ليصيب أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم اكتشافه في وقت مبكر.
ويمثل الميلانوما تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة بسبب سرعة انتشاره وصعوبة علاجه في المراحل المتقدمة، ما يستدعي وعيًا أكبر بالأعراض والعوامل المسببة له.
عوامل الخطر والإصابة
- التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، سواء من أشعة الشمس المباشرة أو من أجهزة التسمير الصناعية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد.
- البشرة الفاتحة التي تحترق بسهولة ولا تسمر.
- كثرة الشامات أو وجود شامات غير طبيعية الشكل والحجم.
- ضعف المناعة، سواء بسبب أمراض مزمنة أو أدوية مثبطة للمناعة.
- العمر المتقدم، مع العلم أن الميلانوما قد تصيب الشباب أيضًا.
أعراض الميلانوما:
- ظهور تغير جلدي غير معتاد، خاصة التغيرات التي تظهر في شكل أو لون أو حجم الشامات.
- نزيف أو تقشر الشامة.
- الشعور بحكة مستمرة في منطقة الشامة.
- ظهور بقع داكنة تحت الأظافر أو في أماكن غير ظاهرة عادة.
- وجود عقد أو كتل تحت الجلد، مما قد يشير إلى انتشار السرطان للعقد اللمفاوية.
الوقاية خير من العلاج
للوقاية من الميلانوما، قال الدكتور حسام فاروق، استشاري الأمراض الجلدية، لـ«الوطن» ضرورة تجنب التعرض المفرط للشمس، واستخدام واقي شمس بدرجة حماية عالية، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة. كما يجب الفحص الذاتي الدوري للجلد، وزيارة طبيب الجلدية عند ملاحظة أي تغير.