أطلق خبراء الصحة تحذيرًا شديدًا من وجود مواد كيميائية مسببة للسرطان تُستخدم في تغليف المواد الغذائية، مؤكدين أن حتى بعض المنتجات التي تُسوّق على أنها صديقة للبيئة قد تشكل خطرًا على الصحة.

وتكمن الخطورة في أن هذه المواد قد تتسرّب إلى الطعام الذي نستهلكه يوميًا، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان على المدى الطويل.

ويحث العلماء الجهات التنظيمية والمستهلكين على الانتباه لتفاصيل التغليف وعدم الانخداع بالشعارات التسويقية الخضراء التي قد لا تعكس الواقع الصحي لتلك المنتجات.

علماء يحذرون: العبوات الصديقة للبيئة ليست أكثر أمانًا

يحذر العلماء من أن تغليف المواد الغذائية قد يسهم بشكل متزايد في تعرض الإنسان لمواد كيميائية خطيرة مرتبطة بالسرطان، مؤكدين أن حتى الخيارات التي تُسوق على أنها صديقة للبيئة لا تُعدّ أكثر أمانًا.

ونبّه الخبراء إلى أن بعض المواد المستخدمة في تصنيع اللدائن (البلاستيك) الحديثة يمكن أن تتسرب إلى الطعام، مما قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، تشمل:

• السرطان
• العقم
• العيوب الخلقية
• تأخر النمو لدى الأطفال
• زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى
• داء السكري من النوع الثاني

وفي مراجعة علمية نُشرت حديثًا، حذّر باحثون من مؤسسة منتدى تغليف الأغذية (Food Packaging Forum Foundation) في سويسرا من أن التوجه العالمي نحو جعل العبوات البلاستيكية أكثر صداقة للبيئة قد يزيد من حدة المشكلة.

وكتب الباحثون: «الاندفاع نحو استخدام محتوى معاد تدويره في البلاستيك والورق يعني أن المزيد من المواد الكيميائية الخطرة قد تنتقل إلى المواد الغذائية».

وأشار العلماء إلى أن إعادة تدوير البلاستيك مرارًا وتكرارًا يمكن أن يؤدي إلى تراكم المواد السامة في العبوات المستخدمة لتغليف الطعام، مما يزيد من احتمال تسربها إلى الطعام، سواء أثناء التخزين أو التسخين  كما يحدث في الوجبات الجاهزة.

كما سلطوا الضوء على الخطر الإضافي الناتج عن استخدام المنتجات البلاستيكية السوداء مثل بعض أدوات المطبخ، مشيرين إلى أنها قد تحتوي على مركبات خطيرة مصدرها نفايات بلاستيكية معاد تدويرها بشكل غير قانوني.

وشمل التقرير أن العبوات التي تحتوي على مواد BPA (بيسفينول A) الفثالات (Phthalates)وكلتاهما تُستخدم على نطاق واسع في تصنيع البلاستيك الحديث، وقد أظهرت أبحاث متعددة تأثيراتها الضارة المحتملة على الصحة العامة.

خبيرة تغذية تحذر: البلاستيك يهدد الصحة ويسبب السرطان

وكانت الدكتورة جيهان الدمرداش، أخصائية التغذية العلاجية، حذرت من قبل من مخاطر استخدام المواد البلاستيكية في الحياة اليومية، مشيرة إلى أن الاعتماد على البلاستيك المحتوي على مادة "الإيثيل هكسيل الفثالات" قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وأضافت لـ «الوطن»، أن جزيئات البلاستيك الدقيقة يمكن أن تدخل إلى الجسم من خلال الاستخدام اليومي، ما يؤدي إلى اضطرابات في الغدد الصماء، وهو ما قد يسبب أمراضًا خطيرة مثل السرطان، بالإضافة إلى احتمالية تسرّب هذه الجزيئات إلى المشيمة، الأمر الذي قد يتسبب في عيوب خلقية لدى الأجنة.

وأكدت «الدمرداش» أن البلاستيك يضعف مناعة الجسم، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النمو عند الأطفال، مشيرة إلى أن بعض الإضافات الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية ترتبط باضطرابات في النمو العصبي، مثل فرط الحركة ونقص الانتباه.

تعرف على دلالات الرموز لحماية صحتك

حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من الاستخدام غير الآمن للعبوات البلاستيكية في حفظ وتخزين الأطعمة، مؤكدة أن بعض أنواع البلاستيك قد تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا عند ملامستها للطعام أو تعرضها للحرارة.

ودعت المنظمة المستهلكين إلى الانتباه إلى الرموز الموجودة أسفل العبوات البلاستيكية، والتي تأتي غالبًا داخل مثلث صغير، موضحة أن لكل رقم دلالة مختلفة تتعلق بمستوى الأمان:

دلالات الرموز على العبوات البلاستيكية:

الرقم 1 (PET أو PETE):

آمن للاستعمال مرة واحدة فقط، ويوجد في زجاجات المياه والمشروبات الغازية. يجب عدم إعادة استخدامه مطلقًا.

الرقم 2 (HDPE):

آمن وقابل لإعادة الاستخدام. يُفضّل اختيار العبوات الشفافة منه.

الرقم 3 (PVC):

غير آمن وسام. يُستخدم عادة في مواسير السباكة وستائر الحمام، ولا يجب استخدامه في أي منتج يلامس الإنسان، خاصة الطعام أو ألعاب الأطفال.

الرقم 4 (LDPE):

آمن جزئيًا، ويستخدم في علب صغيرة وأكياس التسوق، لكن لا يُنصح باستخدامه لحفظ الطعام مثل الخبز أو لتغطيته، لأنه قد يُطلق مواد ضارة.

الرقم 5 (PP):

الأكثر أمانًا لحفظ الطعام والشراب، سواء البارد أو الساخن، يُستخدم في علب الثلاجة، أطباق الطعام، وحاويات الأدوية.

الرقم 6 (PS):

خطر وغير آمن، ويجب تجنبه تمامًا.