القاهرة - سمر حسين - صحة
تناول حوالي 250 جراما من البروتين أو أكثر أمر شائع لدى كثير من الأشخاص الذين يسعون لبناء أجسامهم، لكن البعض يفضل عادة تناول صدور الدجاج والأسماك بدلا من اللحوم الحمراء، وفي هذا الصدد، تقول «إميلي جوشو ستيرن»، مسؤولة الملف الصحي في صحيفة «ديلي ميل»، إنها لم تكن من محبي اللحوم الحمراء في نظامها الغذائي، بل كانت تحصل على حصتها من البروتين من الدجاج والأسماك.
وعلى مر السنين، ربطت بعض الدراسات الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء أو المصنعة بنوبات قلبية، وسكتات دماغية، وسرطان القولون وحتى الخرف، وعلى المدى القصير، ثبت أن المستويات العالية من الدهون المشبعة والصوديوم في هذه الأطعمة ترفع الكوليسترول وتسد الشرايين.
كما أنه في الآونة الأخيرة، ظهرت أبحاث متضاربة تشير إلى أن اللحوم الحمراء قد تكون قد حظيت بسمعة سيئة، وأن المخاطر قد تكون فيها مبالغة، لذا قررت «ستيرن» أن ترى ما إذا كان دمج اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة بشكل أكبر في نظامها الغذائي اليومي سيؤثر عليها أم لا.
وتقول «ستيرن»: «طوال شهر فبراير، استبدلتُ حصة واحدة على الأقل يوميًا من البروتينات التي أتناولها بحصة من اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة بشكل أكبر، وشمل ذلك شرائح اللحم المقدد، لحم الضأن، والنقانق، واللحم المفروم، وغيرها، ولأن بعض الأبحاث تقول إن الأنظمة الغذائية التي تحتوي فقط على المنتجات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان يمكن أن ترفع الكوليسترول، أردت أن أحرص على دمج كل حصة مع الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات لتجنب ذلك».
ماذا حدث لفتاة تناولت اللحوم الحمراء والبيض يوميًا لمدة شهر؟
قبل بدء هذه التجربة، أجرت الفتاة، فحص دم أساسي أظهر أن الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية كانت على وشك أن تكون مرتفعة للغاية، كما كانت تعاني من نقص في فيتامين د، الذي يأتي من أشعة الشمس والأطعمة مثل صفار البيض والأسماك الدهنية، بالإضافة إلى ذلك، كانت تجد نفسها خاملة وغير متحفزة بشكل عام قبل تغيير نظامها الغذائي الذي كان يعتمد على الدجاج والأسماك.
لكن بمجرد أن بدأت التجربة، لاحظت فرقًا واضحًا؛ إذ حاولت تحقيق توازن بين اللحوم المصنعة بكثافة واللحوم الأقل معالجة، فعندما كانت تتناول اللحوم الأكثر دهنية، مثل النقانق أو اللحم المقدد، كانت تشعر ببعض عسر الهضم وانتفاخ بسيط، لكن بخلاف تفضيلها للدواجن أو الأسماك، لم تلاحظ تغييرات جذرية، ومع ذلك، كانت هناك بعض الإيجابيات والسلبيات الطفيفة، مثل أن ضباب الدماغ الذي كانت تعاني منه قد بدأ يختفي بعد شهر من تناول اللحوم، وهو ما يتناقض مع الدراسات الحديثة التي ربطت اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة بتدهور الإدراك.
وربما كان من الممكن أن يكون هذا التغيير أيضا نتيجة لإضافة الخضروات الورقية والحبوب الكاملة إلى معظم وجباتها، حيث ثبت أنها تقلل من الالتهاب في الدماغ وتحسن الوضوح الذهني، كما لاحظت أنها لم تشعر بالشبع بنفس القدر الذي كانت تشعر به عند تناول الدجاج، وقد يكون ذلك بسبب كمية البروتين التي كانت تستهلكها وليس نوعه.
ماذا حدث بعد انتهاء التجربة؟
في نهاية الشهر، أجرت اختبار دم ثانٍ، وتوقعت أن يرتفع مستوى الكوليسترول الذي كان مرتفعًا بالفعل، وأن تزيد الدهون الثلاثية، لكنها فوجئت بأن الكوليسترول الضار (LDL) قد انخفض بنسبة 8%، وانخفضت الدهون الثلاثية بنسبة الثلث، بينما ظل الكوليسترول الجيد (HDL) ثابتًا في كلا الاختبارين، وكانت مندهشة جدًا من النتيجة.
ولكن المعيار الوحيد الذي ساء بعد هذه التجربة كان مستوى الفوسفاتاز القلوي، وهو إنزيم في الكبد والقنوات الصفراويةح إذ وُجد بكميات زائدة، ما يرتبط أحيانًا بمرض الكبد الدهني، لكن عند نقصه قد يشير إلى نقص في الزنك أو فيتامين B12.
ما علاقة اللحوم الحمراء بارتفاع الكوليسترول؟
ووفقًا لما ذكره الدكتور محمد العربي، استشاري التغذية العلاجية، فإن الكوليسترول هو مادة شمعية توجد في الدم، إذ يحتاجه الجسم لبناء الخلايا الصحية، لكن يمكن أن يتسبَّب تزايد هذه الترسبات الى صعوبة فى تدفق الدم في الشرايين وأحيانًا ما تنفجر تلك الترسُّبات فجأة لتشكل جلطة تسبب النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، لذا لا بد من إجراء اختبار الدم للكشف عن إصابتك بارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، خاصة إنه لا توجد اى أعراض له يشعر بها المريض.
وأوضح «العربي» أن تناول الكثير من الدهون المشبعة أو المتحولة يؤدي إلى وصول الكوليسترول إلى مستويات غير صحية، والموجودة عادًة في أجزاء اللحوم الدسمة ومشتقات الحليب كاملة الدسم، لذا لا بد من تناول نظام غذائي قليل الملح يركز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، والحد من كمية الدهون الحيوانية واستخدام الدهون الجيدة باعتدال.