القاهرة - سمر حسين - صحة

كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع «ديلي ميل» البريطاني عن وجود علاقة غير متوقعة بين دهون البطن ومرض الصدفية المزمن، وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية كينجز لندن، أن توزيع الدهون حول منطقة الخصر، وليس الوزن الكلي فقط، عامل حاسم في زيادة خطر الإصابة بالصدفية، وبينت النتائج أن الدهون المتراكمة في منطقة البطن تفرز مواد التهابية تضعف الجهاز المناعي وتحفز تهيج الجلد، ما يؤدي إلى تفاقم أعراض الصدفية ويزيد من حدة الطفح الجلدي المؤلم.
دهون البطن والصدفية
بعدما أكدت الدراسة أن تراكم الدهون حول البطن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بظهور الصدفية، وهي حالة جلدية مزمنة تتسبب في التهابات مؤلمة وطفح متقشر أحمر اللون، أشارت إلى أن نسبة الخصر إلى الورك تُعد المؤشر الأكثر ارتباطًا بخطر الإصابة بالصدفية، متفوقة على مؤشر كتلة الجسم التقليدي، حتى بعد احتساب العوامل الوراثية، ويشير الباحثون إلى أن الدهون المتراكمة في منطقة البطن تفرز كميات زائدة من هرمون اللبتين، الذي يؤدي إفراطه إلى تعطيل إشارات الشبع وزيادة إنتاج السيتوكينات الالتهابية، ما يفاقم أعراض الصدفية ويزيد من تهيج الجلد.
ما هي الصدفية وكيف تظهر؟
من جهته، أوضح الدكتور هشام عبد الرحمن، استشاري الأمراض الجلدية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن الصدفية مرض جلدي مزمن غير معدٍ، يظهر عادة في صورة بقع حمراء متقشرة على سطح الجلد، وغالبًا ما تصيب فروة الرأس، المرفقين، الركبتين وأسفل الظهر، إذ يقول إن أعراض الصدفية تبدأ غالبًا بجفاف الجلد، حكة شديدة، وظهور بقع أو لويحات حمراء مغطاة بقشور فضية، وفي بعض الحالات، قد تتشقق البشرة وتنزف، أو تتورم المفاصل وتصبح مؤلمة إذا تطورت الحالة إلى صدفية المفاصل.
أسباب الصدفية ودور المناعة
وأكد أن الصدفية مرض مناعي بالأساس، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، ما يؤدي إلى تسارع دورة حياة الخلايا الجلدية وتراكمها على السطح بسرعة أكبر من الطبيعي، وأشار إلى أن هناك عوامل قد تزيد من حدة المرض أو تثير ظهوره مثل التوتر النفسي، العدوى، بعض الأدوية، أو حتى التغيرات المناخية.
طرق علاج الصدفية والسيطرة عليها
وأوضح أن علاج الصدفية يختلف حسب شدة الحالة، ويشمل كريمات موضعية تحتوي على الكورتيزون أو فيتامين د، علاجات ضوئية، وأدوية مناعية عن طريق الفم أو الحقن في الحالات المتقدمة، وأضاف أن الشفاء التام من الصدفية ليس مضمونًا حتى الآن، لكن يمكن السيطرة على الأعراض بشكل كبير وتحسين جودة الحياة من خلال العلاج المناسب واتباع نمط حياة صحي، مع تجنب المحفزات قدر الإمكان.
نصائح للوقاية ودور دهون البطن
ونصح بضرورة مراقبة توزيع الدهون في الجسم، خاصة دهون البطن، لأن تراكمها يؤدي إلى تحفيز الالتهاب المزمن الذي ينعكس بشكل مباشر على صحة الجلد، كما شدد على أهمية قياس محيط الخصر ضمن الفحوصات الدورية، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العادات الغذائية السيئة، للوقاية من الصدفية وتقليل حدة أعراضها.
وأشار خبراء الأمراض الجلدية إلى أهمية إجراء تجارب موسعة لاختبار فعالية أدوية تنظيم الهرمونات المعوية، مثل«GLP-1 وGIP»، في علاج الصدفية، خاصة بعد إثبات فعاليتها في تقليل الالتهاب لدى مرضى السمنة والسكري، وأكدوا أن التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للمرض يمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة المرضى.