تابع الان خبر السعودية تعزز ريادتها العالمية في الذكاء الاصطناعي باستثمارات قياسية حصريا على الخليج 365
بيروت - نادين الأحمد - تواصل السعودية ترسيخ مكانتها مركزًا عالميًا في الذكاء الاصطناعي، عبر ضخ استثمارات استراتيجية تجاوزت 14.9 مليار دولار، وتوقيع شراكات كبرى مع عمالقة التكنولوجيا الدولية. ويأتي هذا التوجه في إطار رؤية طموحة يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بهدف بناء اقتصاد مبتكر ومستدام قائم على التحول الرقمي والابتكار.
وكشفت المملكة خلال فعاليات مؤتمر LEAP 2025 عن حزمة من الاستثمارات الضخمة في التقنيات الناشئة والشركات الناشئة، شملت اتفاقيات مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت، جوجل، وأمازون، بما يعكس ثقة المجتمع الدولي بقدرة الرياض على قيادة ثورة الابتكار الرقمي.
ووفقًا لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، تضمنت المبادرات استثمار مايكروسوفت أكثر من ملياري دولار لإنشاء مركز بيانات مدعوم بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ضخ 1.5 مليار دولار من شركة Groq، واستثمار 500 مليون دولار من Salesforce يشمل تدريب 30 ألف سعودي بحلول 2030.
كما عززت المملكة هذا التوجه عبر إطلاق شركة HUMAIN التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي أبرمت اتفاقيات مع شركات رائدة مثل NVIDIA وAWS وCisco لإنشاء مصانع ذكاء اصطناعي، وتأسيس منطقة خاصة بالتقنيات الذكية، إلى جانب معهد بحثي جديد بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST).
وفي إطار دعم التعاون الدولي، شهدت الرياض زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفقة أكثر من 100 رئيس تنفيذي من كبريات شركات التقنية، وهو ما أثمر عن إطلاق تحالفات نوعية أسهمت في تسريع مسار الاقتصاد المستدام المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ولا تقتصر هذه الجهود على الاستثمارات المالية فحسب، بل تمثل نهجًا متكاملاً يقوم على ثلاثة محاور رئيسية: بناء تحالفات عالمية قوية، تطوير بنية تحتية ذكية بمعايير عالمية، وتمكين الكفاءات الوطنية عبر برامج التعليم والتدريب والتطوير.
وبحسب تقديرات IDC، ساهمت هذه الاستراتيجية في توفير آلاف الوظائف وتعزيز دور المملكة كمحرك رئيسي للتقنيات المتقدمة، لتؤكد أنها لم تعد مجرد مستفيد من التكنولوجيا، بل أصبحت مصنعًا لها وصانعًا لمستقبل العالم في عصر الذكاء الاصطناعي.