ابوظبي - سيف اليزيد - إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
شهد مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ21 إقبالاً كبيراً من الزوار سواء من داخل الدولة أو خارجها للاستمتاع بما يقدمه المهرجان من فعاليات وأنشطة متنوعة تلامس اهتمام الجميع على اختلاف ثقافتهم وأعمارهم، حيث جمعهم حب النخيل والبحث عن أفضل الوسائل والطرق الممكنة للارتقاء بزراعة النخيل وتجويد إنتاج الرطب والتمور، خاصة أن المهرجان يمثل ملتقى يجمع المزارعين والخبراء وروّاد الصناعات والشركات ومراكز البحوث حول هدف دعم القطاع الزراعي والإسهام في استدامته، إضافة إلى دوره في تفعيل الحركة الاقتصادية وتنشيطها في منطقة الظفرة عبر برامجه التي تجذب آلاف الزوّار كل عام.
أكد عبيد خلفان المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع المهرجانات والفعاليات - هيئة أبوظبي للتراث أن مهرجان ليوا للرطب لم يعد مجرد مهرجان أو مزاينة للرطب، كما كان في السابق بل أصبح عرساً تراثياً زراعياً متكاملاً يحتفي بالنخلة ومنتجاتها ويسهم في تطوير القطاع الزراعي وإنتاج التمور داخل الدولة، موضحاً أن الآثار التي انعكست على مزارع النخيل ولمسها أصحاب المزارع، تعكس مدى النجاح الذي تحقق على مدى السنوات الماضية.
وأوضح المزروعي أن أحد عناصر ومعايير لجنة التحكيم التي حرصت اللجنة المنظمة على الالتزام بها هو وزن ثمرة الرطب، وهذا المعيار قد انعكس بشكل كبير على مستوى المشاركات المقدمة وإنتاج مزارع النخيل، مستشهداً بأن وزن 50 حبة من الثمر المشارك أصبح الآن يتجاوز 700 جرام ووزن 100 يتجاوز حالياً كيلو ونصف الكيلو على عكس السابق في بداية المهرجان كان وزن 50 حبة من ثمر الرطب المشارك لا يتجاوز 300 جرام، وهو ما يعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه التي يسعى إليها.
وأضاف المزروعي أن معيار الوزن هو أحد المعايير العديدة التي حرصت اللجنة على الالتزام بها في سبيل تحقيق أهداف المهرجان وبالمقياس نفسه، سنجد أن المعايير كافة قد حققت الأهداف المرجوة منها، والتي تنعكس بشكل كبير على الأهداف الرئيسية للمهرجان.
وتشهد الدورة الحالية من المهرجان تخصيص 12 مسابقة للرطب، تشمل سبعة أصناف هي: «الدباس، والخلاص، والفرض، والخنيزي، وبومعان، والشيشي، والزاملي»، إضافة إلى خمس مسابقات أخرى للرطب تشمل «أكبر عذج»، ومسابقتي الظفرة وليوا لنخبة الرطب، ومسابقتي «فرض وخلاص مزارع منطقة العين»، وذلك ضمن مسابقات المهرجان التي تبلغ 24 مسابقة تهدف لإبراز مكانة شجرة النخيل وثمارها وأهميتها الاجتماعية والتراثية، باعتبارها أحد عناصر الهوية الوطنية الإماراتية.
وبين المزروعي أن اللجنة المنظمة للمهرجان تحرص دائماً على وضع المعايير والاشتراطات اللازمة للمشاركة في فئات المسابقات المختلفة، وفق أسس وقواعد تسهم في تطوير المنتج المحلي، والارتقاء بمستوى الجودة، كما تحرص اللجنة على تعديل أي اشتراطات أو معايير يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف المهرجان.
وتم تعديل عدد الأصناف المطلوبة للمشاركة في فئات النخبة، لتصبح عشرة أصناف بدلاً من 15 في مسابقة ليوا لنخبة الرطب، و15 صنفاً بدلاً من 20 في مسابقة الظفرة لنخبة الرطب، فيما خصّصت لها جوائز بقيمة 397 ألف درهم لـ15 فائزاً، إذ يحصل الفائز بالمركز الأول على 100 ألف درهم، والثاني 75 ألفاً والثالث 40 ألفاً، وهي القيمة نفسها التي خصّصت لأصناف «الشيشي، وبومعان، والخنيزي، والفرض».
25 فائزاً في «الدباس»
شهدت مسابقة «الدباس» التي أعلنت لجنة التحكيم نتائجها منافسة قوية بين المزارعين؛ نظراً لما يتمتع به صنف «الدباس» من مكانة بين مزارعي ليوا، ويحرص الجميع على المشاركة في تلك المسابقة لتحقيق المركز الأول بين أصحاب المزارع، حيث شارك أكثر من 53 مزرعة في مسابقة «الدباس» قبل أن تعلن لجنة التحكيم عن فوز معلا علي مرشد خميس المرر بالمركز الأول، فيما جاء في المركز الثاني سريعة عامر جديد المنصوري، وفي المركز الثالث عبيد علي مرشد المرر، وفي المركز الرابع سيف صياح سالم المنصوري، وفي المركز الخامس حمد علي مرشد المرر، وفي المركز السادس بخيتة أحمد حمد المنصوري، وفي المركز السابع أحمد محمد علي المنصوري، وفي المركز الثامن سلامة سالم المزروعي، وفي المركز العاشر حضرم خميس المريخي. يُعد «الدباس» من أشهر الأصناف الإماراتية وأكثرها انتشاراً في إمارة أبوظبي، وتنتشر زراعته في منطقة الظفرة «مدينة زايد ومحاضر ليوا»، حيث تشكّل زراعته نحو 50% من أصناف النخيل المزروعة في المنطقة، وتشكل نسبة إنتاجه أكثر من 80% من إجمالي التمور المنتجة، كما تنتشر زراعته في بعض مناطق إمارة رأس الخيمة، وتنضج ثماره في وسط الموسم، ومعدل الإنتاج السنوي له 70 إلى 60 كيلوجراماً، وثماره متوسطة الحجم لونها ذهبي وشكلها بيضوي مستطيل. ورصدت لمسابقتي «الدباس» و«الخلاص» 25 جائزة بقيمة تبلغ 446 ألف درهم لكل مسابقة، يحصل فيها الفائز بالمركز الأول على مبلغ 100 ألف درهم والمركز الثاني 75 ألف درهم والمركز الثالث 40 ألف درهم.
إنترنت مجاني
حرصت اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا الدولي على توفير أفضل سُبل الراحة والتيسير على زوار المهرجان من داخل الدولة وخارجها، وذلك من خلال تقديم باقة متنوعة من الخدمات والأنشطة التي تسهم في توفير تجربة متميزة للزوار، ومن هذا المنطلق قررت اللجنة المنظمة توفير شبكة إنترنت مجانية لزوار المهرجان في موقع مهرجان ليوا.
تمثل تجربة توفير خدمات الإنترنت المجاني فرصة للزوار لمتابعة كافة الفعاليات والبرامج والأنشطة، التي يقدمها المهرجان للزوّار من داخل الدولة وخارجها، والذي يستمر حتى 27 يوليو الجاري، ويهدف إلى إبراز مكانة شجرة النخيل وثمارها في المجتمع الإماراتي، بوصفها إحدى مكوِّنات الهُوية الوطنية، إلى جانب الإسهام في استدامة القطاع التراثي والزراعي، وتعزيز الوعي بأهمية الزراعة في الدولة، ودعم أصحاب المزارع المنتجة للنخيل والفاكهة والمنتجات الزراعية المحلية، وتعزيز منظومة الأمن الغذائي، وإبراز جهود إمارة أبوظبي للتوعية بالزراعة الحديثة.