ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي (الاتحاد)
برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، اُختتمت أمس فعاليات النسخة الـ22 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 بنجاح استثنائي، حيث استقطب المعرض ما يزيد على 379.572 زائراً على مدار 9 أيام، بنسبة نمو بلغت 9.2 % مقارنة بالدورة السابقة عام 2024.
وحظي المعرض الذي نظمته مجموعة أدنيك، إحدى شركات مدن، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، بإشادة محلية ودولية واسعة من قبل العارضين والزوار، لتسجل علامة فارقة كأكبر وأكثر نسخة حيوية منذ انطلاق المعرض عام 2003، مما يعكس تزايد الاهتمام العالمي بهذا الحدث. وقد عزز معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 مكانته كمنصة دولية مرموقة، مجسداً التزام دولة الإمارات العميق بالحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز الابتكار في أنشطة الرياضات الخارجية، والقنص، والصيد المستدام.
تراث الصيد والفروسية
وقال معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات: «أكدت الدورة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية المكانة المرموقة التي تحتلها أبوظبي كمركز عالمي لصون تراث الصيد والفروسية، إذ شهدت هذه النسخة تفاعلاً غير مسبوق من المشاركين والعارضين والزوار، في دلالة واضحة على تنامي الاهتمام العالمي بالتقاليد الإماراتية الأصيلة، إلى جانب الانفتاح على الابتكار والتطور المستقبلي في هذا المجال».
وأعرب المنصوري عن بالغ تقديره للقيادة الرشيدة، مشيداً بدورها الحيوي في دعم المعرض وتحقيق نجاحه اللافت، كما توجه بالشكر الجزيل إلى الرعاة والشركاء كافة الذين أسهموا بجهودهم الفاعلة في إنجاح هذا الحدث الثقافي والتراثي المتميز، في دورة استثنائية بكل المقاييس.
إنجازات غير مسبوقة
من جانبه، قال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «نعتز بالنجاح الاستثنائي الذي حققته الدورة 2025 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، التي تجاوزت التوقعات كافة، وسجلت إنجازات غير مسبوقة، حيث استقطب المعرض على مدار أيامه التسعة، 379,572 زائراً، بنسبة نمو 9.2% عن العام السابق، للمرة الأولى منذ العام 2003».
وأوضح أن المعرض شهد توافد كوكبة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بقطاعات المعرض الـ 15، إضافة لعشاق التراث والعائلات من إمارات الدولة، ومختلف أنحاء العالم. وهذا النجاح يعكس الرؤية الرشيدة لقيادة دولة الإمارات، وحرصها المستمر على صون الموروث الثقافي، إلى جانب دعم الابتكار والاستدامة في مختلف المجالات. مضيفاً أن المعرض شهد ولأول مرة تنظيم ثماني مزادات للصقور، لأفضل أنواع الصقور المحلية والعالمية، أربعة مزادات قبل بدء فعاليات المعرض، وأربع أثناءه، والتي سجلت حضوراً لافتاً من قبل كبار المزايدين والهواة ومحترفي القنص بالصقور.
الدورة القادمة
ولفت الظاهري إلى أن نسبة حجز المساحات للشركات العارضة للدورة القادمة من المعرض قد بلغت أكثر من 60%، في مؤشر مبكر على حجم الثقة والاهتمام المتزايد من قبل العارضين وأصحاب العلامات التجارية. مضيفاً أن هذا النمو اللافت في حجم المشاركة، شكل دليلاً واضحاً على المكانة الراسخة التي يتمتع بها المعرض كمنصة عالمية للتبادل الثقافي والتجاري.
وأشار إلى أنه، ونظراً للنجاح الكبير الذي حققه معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته الـ22، قررت مجموعة أدنيك تنظيم معرض العين الدولي للصيد والفروسية، للمرة الأولى في مركز أدنيك العين في نوفمبر القادم، مما يعكس أهمية منطقة العين بالنسبة للموروث الحضاري والثقافي للصيد والصقارة، حيث أبدت العديد من الشركات والعارضين والعلامات التجارية، رغبتها في المشاركة في الدورة الأولى للمعرض.
الموروث الثقافي
وأعرب الظاهري عن شكره وتقديره لدعم القيادة الرشيدة، وحرصها على تعزيز نقل الموروث الثقافي والحضاري للأجيال الجديدة، ودعم المبادرات الخاصة بالصيد المستدام، والحفاظ على الحياة البرية والبحرية، وحماية البيئة. معرباً عن شكره وتقديره لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، من العارضين والشركاء والرعاة إلى الزوار، ونتطلع إلى مواصلة البناء على هذا الإرث العريق في السنوات المقبلة.
التنوع الغني
بدوره، قال سعد الحساني، مدير معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية: «نجحت هذه الدورة في ترسيخ مكانة المعرض كمنصة عالمية مرموقة للتبادل الثقافي، وتعزيز مفاهيم الصيد المستدام وحماية البيئة، إذ شكّل التنوع الغني وعمق المشاركة هذا العام نقطة تحول في تاريخ الحدث، واضعاً معايير جديدة للتميز».
وأوضح أن المعرض شهد مشاركة 46 مزرعة من نخبة المزارع المحلية والدولية المتخصصة في تربية الصقور، مما أتاح للزوار فرصة فريدة للتعرف على صقور عالية الجودة واقتنائها من مختلف أنحاء العالم. كما تميزت هذه النسخة بتسليط الضوء على التراث الإماراتي الأصيل، تحت شعار «تراثٌ يتجدد»، في تجسيد حيّ لروح الأصالة.
وشهدت هذه النسخة مشاركة 2068 عارضاً وعلامة تجارية تمثل 68 دولة.
15 قطاعاً
كما شهدت النسخة الثانية والعشرون من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية تنوعاً غير مسبوق، حيث شملت 15 قطاعاً متخصصاً، من بينها الفروسية، والصيد بالصقور، والصيد البري والبحري، والتخييم، والفنون والحرف اليدوية، والتراث الإماراتي الأصيل. وتميزت هذه الدورة بإطلاق أربع قطاعات جديدة هي: قطاع السوق، قطاع السكاكين، قطاع السلوقي العربي، وقطاع مخصص للهجن، مما أضفى بعداً إضافياً على تجربة الزوار.
مزادات
وشهدت مزادات الصقور الثمانية التي عقدت قبل وأثناء الحدث بيع أكثر من 57 صقراً، محققين مبيعات إجمالية بلغت 2.199 مليون درهم، في حين استقطبت المزادات ما يزيد على 21.795 مشاركاً حضورياً وعبر الإنترنت.
كما شهد مزاد الهجن توسعاً ملحوظاً، محققاً مبيعات بقيمة 1.7 مليون درهم، مع تعزيز عمليات التحقق من الأنساب. أما مزاد الخيول العربية، فقد عاد بقوة إلى ساحة المعرض، مسجلًا مبيعات تجاوزت 500 ألف درهم إماراتي، مما يؤكد مكانة المعرض كمنصة متكاملة تجمع بين التراث والتميز التجاري.
فيما واصل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية نهجه التفاعلي الشامل، عبر تنظيم زيارات تعليمية لآلاف الطلبة من مختلف المدارس، مما أتاح لهم فرصة فريدة للتعرف عملياً على التراث الإماراتي وأساليب الحفاظ عليه. وجاءت إضافة 11 ميزة جديدة هذا العام لتعزيز التجربة الترفيهية والتعليمية للزوار من جميع الفئات العمرية، إذ تضمنت فعاليات مخصصة للأطفال مثل «قرية الصقار الصغير» ومنطقة تعليم سنع المجلس الإماراتي، التي قدمت ورشاً تفاعلية لتعليم تقنيات التعامل مع الصقور وصناعة أدوات الصقارة.
التفاعلية
وفي إطار التطوير المستمر، وسّعت دورة هذا العام من برامجها التفاعلية، إذ تضمنت «منصة المعرفة» المعروفة، إلى جانب ورش عمل تعليمية ومنتديات متخصصة ركزت على الاستدامة والحفاظ على البيئة. كما شهدت هذه الدورة تنظيم أكبر مزاد للصقور منذ انطلاق المعرض، وهو النسخة الثامنة على التوالي، حيث أُقيمَ أربعة مزادات قبل انطلاق الفعالية، وأربعة أخرى أثناءها، مستقطبةً نخبة من هواة اقتناء الصقور من داخل الدولة وخارجها.
قائمة الرعاة
وأعربت مجموعة أدنيك عن بالغ امتنانها وتقديرها لجميع الجهات الراعية التي أسهمت في نجاح الدورة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، مؤكدة أن دعمهم كان حجر الأساس في تحقيق هذا الإنجاز المتميز. وتشمل قائمة الرعاة: هيئة البيئة - أبوظبي، هيئة أبوظبي للتراث، زعبيل فيد، جي إيه سي موتورز، شركة كراكال الدولية، لودفيج شيوي، ركنة للأسلحة، هانز راج وشركاه المحدودة للأسلحة، سيكيور لاين، مجموعة أدنوك، شبكة أبوظبي للإعلام، موانئ أبوظبي، دوبينسونز للسيارات، جمعية الإمارات للخيول العربية، بن لاحج كرافانات، بنك أبوظبي التجاري، بنك الإمارات دبي الوطني، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، رتاج للعود، أخبار العين، سكاي بلو، محمية المرزوم للصيد، هيئة أبوظبي للإسكان، وبريميير موتورز. وتؤكد مجموعة أدنيك أن هذا التعاون المثمر يعكس روح الشراكة والتكامل بين القطاعين العام والخاص، ويعزز من مكانة المعرض كمنصة عالمية رائدة في مجال التراث والثقافة والاستدامة.
أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2026
يعود معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في العام 2026 إلى مركز أدنيك أبوظبي في 29 أغسطس، حاملاً معه تطلعات أكبر لاستعراض التراث العريق للمنطقة، وتقديم أحدث الابتكارات في مجالات الصيد والفروسية، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي وتوسيع نطاق الشراكات العالمية.
وبالاستناد إلى النجاح اللافت الذي حققته دورة 2025، تَعدُّ النسخة القادمة ببرنامج أكثر تنوعاً، ومشاركة أوسع من العارضين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تجارب غنية ومُلهمة تلبي تطلعات الزوار من جميع الفئات العمرية، ونتطلع بكل حماس إلى استقبالكم مجدداً في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2026، للاحتفاء معاً بروح التراث، وعمق الثقافة، وآفاق التقدم.