ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (غزة، القاهرة)
حذر خبراء في الشأن الفلسطيني من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في غزة، في ظل تفشي المجاعة بين السكان، واستمرار الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن إسرائيل لا تزال تستخدم التجويع سلاح حرب ضد الفلسطينيين في غزة، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتستغل ما يُعرف بـ«مؤسسة غزة الإنسانية» لإذلال السكان وقتلهم، مشيراً إلى مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وذكر الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إسرائيل تصر على إنشاء مدينة إنسانية في رفح قد تمتد إلى الحدود المصرية لاستيعاب نحو 700 ألف فلسطيني، تحت ذريعة حمايتهم من المعارك، مؤكداً أن هذه المدينة ستكون معتقلاً كبيراً، وتأتي في إطار التمهيد لمرحلة التهجير الطوعي ثم القسري.
وأشار إلى تقارير دولية تؤكد أن أكثر من 75% من منازل غزة قد تهدمت كلياً، في حين أصبحت بقية المنازل غير صالحة للسكن، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية تتبع سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي تدخلها، فتقضي على كل شيء، حتى يصبح القطاع غير صالح للحياة، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف الجرائم والانتهاكات ضد الفلسطينيين.
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي، أن ما يجري في غزة يُعد انهياراً كاملاً لمنظومة الحياة، وليس مجرد أزمة إنسانية، مؤكداً أن إسرائيل تتحمل مسؤولية تدمير القطاع.
وأوضح الأيوبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن سكان غزة يعيشون بين القصف والتجويع والفوضى والانقسام، في ظل غياب الشرطة، حيث تُرك المدنيون لمواجهة مصيرهم بمفردهم أمام آلة الحرب الإسرائيلية، من دون حماية، مشيراً إلى أن سياسة إسرائيل في القطاع تطورت من حرب عسكرية إلى حرب تجويع ممنهجة، تُستخدم فيها المساعدات الإنسانية سلاحاً، والمعابر ورقة ضغط، والمجاعة أداة للابتزاز السياسي.
وأشار إلى أن قتل المدنيين أثناء اصطفافهم للحصول على الطعام، نتيجة مباشرة لخطة تهدف إلى كسر الروح المعنوية للفلسطينيين، ودفعهم نحو الاستسلام والانهيار تحت ضغط الجوع والعجز، لا القنابل فقط.
وأكد الأيوبي أن «إسرائيل تستغل ضعف النظام الدولي وتُمعن في خنق غزة، معتقدة أن الجوع سيحقق لها أهدافها الاستراتيجية»، منوهاً بأن السكان يموتون جوعاً أو دهساً في طوابير الخبز، وسط معاناة مضاعفة بين الموت جوعاً أو بالقصف، لكنهم لا يزالون يصمدون رغم الحصار والانقسام.
وشدد على ضرورة فضح ممارسات إسرائيل أمام المحافل الدولية، باعتبارها تمارس التجويع والقتل الجماعي، داعياً إلى إطلاق حملة وطنية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وتجمع بين البعدين الإنساني والسياسي، وتدعو إلى فتح معابر آمنة بإشراف دولي لتوزيع المساعدات، بعيداً عن القصف والفوضى والتدافع.