صحة ورشاقة

تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل!

  • تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل! 1/6
  • تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل! 2/6
  • تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل! 3/6
  • تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل! 4/6
  • تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل! 5/6
  • تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشات الرقمية.. والنتيجة نجاح مُذهل! 6/6

كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 30 يوليو 2025 07:02 صباحاً - أنا "سلمى"، أمّ للمراهق "سامي"، 14 عاماً، أعرف أن مشكلتي التي سببت لي القلق والتوتر وكانت تؤرق صحوي ومنامي، قضية يعيشها كل بيت بدرجات متفاوتة؛ فمقدار الوقت الذي كان يقضيه ابني المراهق أمام الشاشات الرقمية - جالساً على كرسي مكتبه أو حتى متربعاً فوق سريره- كان يمكن أن يسبب له الكثير من الأمراض والمشاكل الحياتية والمخاطر على مستقبله الدراسي، ولكن لأني أمّ واعية، ومُدركة لخطورة الاستمرار على هذا الوضع الخطأ، كان عليَّ التحرك والتفكير والتخطيط لوضع نهاية سعيدة للمشكلة.. وقد حَدث.
لهذا قررت أن أحكي لَكُنَّ تجربتي مع إدمان ابني المراهق للشاشة الرقمية؛ نظراً لتحقيقي نتائج مُذهلة ومُدهشة، والتي من أجلها بذلت مجهوداً كبيراً حتى أصل لنتيجة ترضي الطرفين معاً؛ أنا كأمّ ومربية، وابني كطالب محب لكل ما هو تكنولوجي، وسأختصرها لكم في نقاط واضحة سهلة التنفيذ. بعدها شاركتنا الدكتورة نهال الخولي، أستاذة التربية والصحة النفسية، قراءة وسماع التجربة وتقييمها؛ لتمدنا بنصائح إضافية مفيدة.

أولى الخطوات: تعرّفت إلى حقائق كثيرة

أم تحاول منع طفلتها من استخدام الجوال
نعم! بدأت تجربتي مع ابني المراهق بالتعرف إلى طبيعة برامج التواصل الاجتماعي وسرّ جاذبيتها:
لا تزال الثورة الرقمية تبهرنا يوماً بعد يوم، لدرجة حوّلت الأجهزة الذكية إلى جزء من الحياة اليومية لأطفالنا، صغاراً أو كباراً.
أطفالنا ولدوا في بيئة رقمية؛ تعلموا اللعب على التابلت والهواتف الذكية، قبل أن يتعلموا حروف الأبجدية وقواعد المشي.
بالجانب الآخر، يحرص الخبراء على رصد خطورة الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، وتأثيرها الضار على عقول الأطفال والمراهقين.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال بين 12 و17 عاماً يقضون يومياً من 4 إلى 7 ساعات أمام الشاشات، وتقل مع أوقات الدراسة.
التركيز الأكبر على وسائل التواصل الاجتماعي، وما يؤدي ذلك للقلق أو الاكتئاب، وتزداد المخاطر عند تجاوز 3 ساعات يومياً.

الخطوة الثانية: لاحظتُ مشاهد كثيرة تشير لإدمان ابني

مراهقة مندمجة مع برامج الجوال
  • حاجة ابني المستمرة للتفتيش؛ يقترب من هاتفه في كل ثانية، يبحث عن إشعارات جديدة أو يتابع المحتوى.
  • يُظهر "سامي" انفعاله الشديد عند مقاطعته، أو عند محاولتي وضع حدّ، ويبدأ بالصراخ أو الانسحاب.
  • بات يتهرّب من الحديث عن المدرسة وعمل الواجبات، لاحظت ضعف علامات تقدمه الدراسي، وكثرت شكاوى معلمي الصف.
  • يجتاحه القلق وتقلب المزاج أمام الشاشة، خاصة إذا لم يحصل على إعجاب أو تعليقات، يشعر بانخفاض في تقدير الذات.
  • انعزال "سامي" وانطواؤه عن الأسرة، أشاهده وسط القعدة العائلية؛ يغوص في هاتفه، والصمت يملأ المكان.
  • شكوى تتكرر من ضعف أدائه الدراسي، والمواد العلمية تحتاج لقوة الاهتمام، وكثرة حل المسائل، أو المراجعات.
  • فقد "سامي" تدريجياً الاهتمام بالحياة الواقعية؛ الهوايات، الرسم، القراءة، كل شيء بدأ يختفي أمام الشاشة وجاذبية محتواها.

الخطوة الثالثة: خططت لطرق استخدمتها لوقف هذا الإدمان الرقمي

ضرورة تحديد ساعات اللعب
استخدمت الحوار بنبرة ودية من القلب، وفتحت فضاء السؤال، كنت فيه الصديقة المستمعة وليست الأم المُحقة الآمرة، حاورته: ماذا يعجبك في المحتوى؟ لماذا تتابع هذا الحساب؟ بهذه الطريقة اعترفت بالشغف، لكني أبلغته بأن الكلام يستحق.
أظهرت له حضوري -ليس فقط الأم التي تمنع، بل الأم التي تشارك- وكنت أقترح عليه أن أشاهد معه بعض المقاطع، وأسأله عن رأيه، وأعددت جدولاً رقمياً متوازناً للساعات غير المطروقة؛ بين 8 مساء و7 صباحاً، أو أثناء الوجبات، ليجلس أمام الشاشة.
حفزت ابني المراهق "سامي" للقيام بنشاطات بديلة واقعية؛ مثل: كرة القدم، الرسم، نزهة مع الأصدقاء، قراءة كتاب، أو هواية جديدة، وجعلت له الخيار، وراقبت الوقت الذي يقضيه ابني المراهق أمام الشاشات، واستخدمت أدوات المراقبة.
علمته أخذ فترات راحة منتظمة من الأجهزة الرقمية؛ لمنع مشاكل جفاف العين والرؤية، وتركت لابني الاختيار بين شاشات الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي، وقمت بغلق الأجهزة أثناء قيامه بأداء واجباته اليومية وقبل النوم بساعتين.
شجعت ابني على ممارسة بدلاً من قضاء معظم وقته أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، وما يعني هذا من أنه لا يتعرض للضوء الطبيعي، الذي يؤثر على مزاجه وصحته؛ لذا يوصَى بأن يحصل المراهقون على 60 دقيقة على الأقل في الهواء الطلق يومياً.

رسالة تربوية إلى كل أم:

والدان يشعران بالقلق على ابنهما
هنا تؤكد الدكتورة منال القاضي، أستاذة التربية والصحة النفسية، أن الأم العصرية البسيطة يمكنها -فعلياً- أن تجذب ابنها/ابنتها للعالم الحقيقي بهدوء، من دون حرب أو شعور بالخسارة، بل من خلال تعزيز الإبداع، التفاعل، وإثبات الحضور الحقيقي، حضوراً لا يزول بانطفاء الشاشة.
وتستكمل: يرى البعض أن وسائل التواصل وسيلة تعليمية وترفيهية، وهذا صحيح، لكن الخطير يكمن في أن تصبحي "الأم الثانية" التي لا تملك إشغال اهتمام الطفل أكثر من "الأم الحقيقية"، وهي الوسائل الرقمية.
ما رأيك في البدء بخطوة الحوار؛ فهو مفتاح كل تغيير، وكوني الأم الذكية في الحدّ؛ ليس بالقوة وحدها، بل بالتخطيط والأسلوب المرن المتوازن، وتتابع:

11مهمة على الأم القيام بها:

طفل يتابع باهتمام برامج الشاشة الجذابة
  1. ارتبطي بهواية مشتركة مع ابنك الصغير أو الكبير، لتذكّريه بأن العالم لا يتوقف عند منافذ الإنترنت، وتذكري أنّ نسب الصداقة عبر الشاشة لا تساوي دفء العين إلى العين، وأن لكل قلب حاجة إلى حضور، وقبول حقيقي، وليس وهمياً.
  2. قومي بتشجيع الأنشطة الخارجية: مثل البستنة، والمشي، والزيارات العائلية، مع عدم شراء وإعطاء الهاتف مبكراً للطفل، وتأجيل استخدامه حتى يصبح الطفل ناضجاً.
  3. حفزي طفلك على الاشتراك في أنشطة إبداعية: مثل الرسم، الطهي، القصص، والرياضة.
  4. اعملي على إيقاف الإنترنت عند عدم الحاجة: لتقليل فرص الوصول للمحتوى الرقمي.
  5. خصصي وقتاً للعائلة بدون هواتف: خاصة أثناء الوجبات والاجتماعات.
  6. قومي بابتكار نشاطات ممتعة بديلة: مثل الحفلات الصغيرة والألعاب الجماعية.
  7. تحديد وقت الشاشة يومياً: بما لا يزيد على ساعتين للأطفال الصغار.
  8. لا تترددي في استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية: لمتابعة وحماية الطفل من المحتوى غير المناسب.
  9. الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: وعدم السماح بها قبل سن الـ 16.
  10. العمل بجدية على قضاء وقت كافٍ مع الطفل: لتعزيز علاقته بوالديه وتنمية مهاراته الاجتماعية.
  11. إشغال الطفل والمراهق بأنشطة واقعية، تنمّي مهاراته وتبعده عن الإدمان الرقمي.
* ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

قد تقرأ أيضا