القاهرة - سمر حسين - صحة

كشفت دراسة دولية حديثة، ارتباط مباشر بين حالة شبكية العين والاستعداد الوراثي للإصابة بمرض الفُصام «انفصام الشخصية»، في اكتشاف وصفه أطباء بأنه «ثورة في عالم الطب النفسي»، وقد يُحدث تحولًا جذريًا في طرق التشخيص المبكر للأمراض النفسية.
نشرت الدراسة، عبر موقع «Interesting Engineering»، وأجراها باحثون من جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي، واعتمدت على تحليل بيانات من البنك الحيوي البريطاني «UK Biobank»، وأظهرت أن الأفراد الذين لديهم استعداد جيني للفُصام يُعانون من ترقّق في شبكية العين مقارنة بغيرهم.
تعريف الفصام وكيفية اكتشافه
يقول الدكتور أحمد زكريا، استشاري الطب النفسي، في تصريحات لـ«الوطن»، إن الفصام هو اضطراب عقلي يؤثر على التفكير والمشاعر والسلوكيات، ويُصاحب المرض أعراض مثل الهلوسة السمعية والبصرية، والضلالات، والتفكير غير المنظم، وعادةً ما يظهر الفصام في أواخر المراهقة أو بداية العشرينات، وقد يستمر طوال حياة الشخص، إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، ويضيف أن أعراض الفصام تشمل:
الهلوسة
الضلالات
الانسحاب الاجتماعي، لكن من الضروري أن نعرف أن التشخيص الدقيق يتطلب فحصًا نفسيًا شاملاً من قبل مختصين.
الفحص النفسي.. كيف يُشخَّص الفصام؟
عن كيفية اكتشاف الفصام، يوضح زكريا، أن تشخيص الفصام يتطلب تقييمًا من الطبيب النفسي، الذي يعتمد على استجواب المريض حول أعراضه وتجربته الشخصية، بالإضافة إلى ذلك، قد يطلب إجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد أي أسباب عضوية، قد تؤدي إلى هذه الأعراض.
ويؤكد أن التشخيص يعتمد على معايير معينة، مثل الأعراض السلوكية والعقلية، والمدة الزمنية للأعراض، بالإضافة إلى التقييمات النفسية الشاملة.
هل فحص العين يكشف الفصام؟
فيما يخص العلاقة بين الفصام والعين، يشير زكريا، إلى أن الدراسة الأخيرة قد كشفت عن ارتباط بين ترقق الشبكية واحتمالية الإصابة بالفصام، بعدما أُجريت على مجموعة كبيرة من الأفراد، وتبين أن الأشخاص الذين يمتلكون، استعدادًا جينيًا للفصام يظهر لديهم ترقق في شبكية العين، وهذا الاكتشاف مثير، لأنه يعني أن فحص العين قد يكون وسيلة غير جراحية، للكشف المبكر عن الأفراد المعرضين للخطر.
ويضيف أن الشبكية جزء من الجهاز العصبي المركزي، بالتالي فإن التغيرات التي تحدث فيها، قد تكون مؤشرا على تغيرات مماثلة في الدماغ، وما يجعل هذه النتائج أكثر أهمية أن فحص العين باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري «OCT»، يعد فحصًا دقيقًا وغير مكلف، ويمكن استخدامه لتحديد الأشخاص الذين قد يكون لديهم استعداد جيني للإصابة بالفصام.
ويشير زكريا إلى العلاقة بين الشبكية والفصام، قائلا: «عندما نتحدث عن الشبكية، فإننا نتحدث عن جزء أساسي من الجهاز العصبي المركزي، فأي تغييرات تحدث في الشبكية، يمكن أن تعكس تغييرات في الدماغ، وفي حالة الفصام، تشير الدراسات إلى أن هناك ارتباطًا بين التغيرات في الدماغ والشبكية، وهذا يعني أن شبكية العين قد تكون أداة جديدة في فهم التشخيص المبكر للفصام».
كيف يمكن استخدام الفحص المبكر في التشخيص؟
يوضح زكريا، كيف يمكن أن تُستخدم فحوصات العين في التشخيص المبكر للفصام، قائلاً إذا تم تأكيد العلاقة بين الفصام وترقق الشبكية، فإن فحص العين قد يُصبح وسيلة فعالة للكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين للإصابة بالفصام، وهذا يشكل خطوة كبيرة نحو التشخيص المبكر، إذ يُمكن إجراء فحص العين بشكل دوري وغير جراحي، مضيفا إذا تم دمج فحص العين مع التقنيات الأخرى المتوفرة في التشخيص النفسي، فإنه يمكننا تحديد الأفراد الذين قد يحتاجون إلى متابعة طبية مبكرة، بالتالي تحسين نتائج العلاج بشكل كبير.