الارشيف / لايف ستايل

التخسيس يبدأ من الدماغ.. كيف تتحكم الخلايا العصبية في الشهية؟

  • التخسيس يبدأ من الدماغ.. كيف تتحكم الخلايا العصبية في الشهية؟ 1/2
  • التخسيس يبدأ من الدماغ.. كيف تتحكم الخلايا العصبية في الشهية؟ 2/2

القاهرة - سمر حسين - صحة

مستقبلات المخ ودورها في تقليل الشهية

ألقى فريق بحثي من جامعة جوتنبرج بالسويد الضوء على آلية جديدة لفهم كيفية عمل بعض الأدوية المستخدمة في علاج السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، وذلك عبر دراسة حديثة نُشرت في مجلة «Cell Metabolism»، وركزت الدراسة على تأثير هذه الأدوية المباشر على خلايا عصبية محددة داخل الدماغ مسؤولة عن تنظيم الشهية والتحكم في وزن الجسم، وأوضحت النتائج أن الأدوية لا تقتصر فقط على تقليل الشهية، بل تعمل من خلال تنشيط خلايا عصبية معينة في منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم تناول الطعام.

السمنة.. مرض معقد يتجاوز زيادة الوزن

في هذا السياق، قال الدكتور أحمد إيهاب، استشاري الغدد، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن أو نتيجة الإفراط في تناول الطعام كما يعتقد البعض، وإنما مرض معقد يؤثر على جميع أجهزة الجسم تقريبًا، مضيفا أن التحكم في الشهية عملية معقدة للغاية، وترتبط بشبكة من الخلايا العصبية والهرمونات داخل الدماغ، وهناك مناطق محددة في المخ مسؤولة عن الإحساس بالجوع والشبع، وأي خلل فيها يؤدي إلى شعور مستمر بالجوع حتى في غياب الحاجة الحقيقية للطعام.

6bb909c47b.jpg

العوامل البيولوجية والوراثية وتأثيرها على السمنة

كما يشير إلى أن كثيرا من المرضى يتعرضون للوم أو التنمر بسبب أوزانهم، في حين أن هناك عوامل وراثية وبيولوجية تجعل مقاومة السمنة أمرًا بالغ الصعوبة، ويوضح أن بعض الأشخاص يبذلون جهدا كبيرا في محاولة فقدان الوزن دون جدوى، بسبب مقاومة الدماغ نفسه لفقدان الوزن عبر إشارات عصبية تحفز الشهية أو تبطئ معدل الحرق.

تطور الأدوية الحديثة واستهداف الدماغ

شهدنا في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في أدوية علاج السمنة، حيث أصبح التركيز منصبا على التأثير المباشر على مراكز الشهية في الدماغ، وليس فقط على المعدة أو الجهاز الهضمي، فالأدوية الحديثة تعمل على مستقبلات معينة في المخ، مما يساعد المريض على الشعور بالشبع بسرعة وتقليل الرغبة في تناول الطعام، وهو ما يسهم في الالتزام بنظام غذائي صحي دون معاناة مستمرة مع الجوع.

98d383d37d.jpg

مضاعفات السمنة وأهمية العلاج الشامل

ويحذر إيهاب من خطورة السمنة، مشددًا على أنها لا تقتصر على زيادة الوزن فقط، بل تتسبب في مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية كالاكتئاب والقلق، كما أن علاج السمنة ضرورة صحية ملحة وليس رفاهية، ويجب أن يكون العلاج شاملاً يجمع بين الدواء والدعم النفسي وتغيير نمط الحياة، ونجاح علاج السمنة يتطلب أيضًا تغيير النظرة المجتمعية لهذا المرض، والتعامل معه كحالة طبية تحتاج إلى تدخل متخصص، وليس كعيب شخصي، وأن المريض يحتاج إلى تعلم اختيار الطعام الصحي، وممارسة ، والتعامل مع الضغوط النفسية التي قد تدفعه إلى الأكل العاطفي.

قد تقرأ أيضا