
في دهاليز الحياة ومسالكها الملتوية، تمضي بنا الأيام بين أبواب موصدة وأخرى مواربة، نطرقها بأمل، أو نلجها باندفاع، دون أن نتمهل لحظة لنتساءل: من خلف هذا الباب؟ ما الحكاية التي يسدلها هذا الخشب الصامت؟ وما الحقيقة الكامنة خلف طرقاتنا الطائشة؟
يقال: «لا تطرق الأبواب وأنت تجهل ما خلفها»، مقولة تشبه صفعة توقظ الغافل من سباته. ليست دعوة للجبن، ولا تحريضا على التردد، بل حكمة بالغة تنادي بالعقل والتبصر. كم من باب طرقه الناس بدافع الفضول أو الطيش، فإذا بهم يفجعون بما لم يكن في الحسبان. فالجهل بما خلف الباب قد يكون جهلا بالعواقب، أو تجاهلا لحدود الآخرين، أو غفلة عن توقيت الطرق ومناسبته.
الطرق على الأبواب ليس مجرد فعل حسي، بل هو رمز لكل قرار نتخذه، وكل علاقة نخوضها، وكل تجربة نقبل عليها دون إدراك كاف لجوهرها. حين تقبل على فرصة لا تعلم حقيقتها، أو تنغمس في علاقة لا تبصر أبعادها، أو تقترب من أسرار ليست لك، فأنت تطرق بابا تجهل ما وراءه، وربما ما خفي فيه كان أدهى وأمر.
وفي المقابل، ليست كل الأبواب جديرة بأن تفتح، ولا كل من فيها ينتظر من يقتحم خصوصيته. فبعض الأبواب خلقت لتحترم، وبعضها لا يفتح إلا بمفتاح الحكمة، والتروي، والنية الصافية. وفي عالم يضج بالتسرع، تبدو هذه الحكمة صوتا نادرا يدعونا إلى التأني، إلى أن نحسن القراءة قبل الدخول، وأن نفهم قبل أن نحكم، وأن نتريث قبل أن نخطو.
وقد يكون الباب المقصود هنا مجازا: باب فكرة، أو مشروع، أو قلب إنسان. فكم من الأفكار بدت براقة، لكنها حملت بين طياتها سما زعافا. وكم من القلوب فتحت لمن لا يستحق، فأهينت ومزقت. وكم من الأحاديث طرقت دون علم، فانتهت بالفتنة والضياع.إنها دعوة إلى النضج، إلى البصيرة. أن تعرف ما تطرق، ولماذا تطرقه، ومتى يحسن أن تطرقه. فالمعرفة درع، والجهل سلاح يرتد على حامله.
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من جهل شيئا عاداه».
هذا القول الشريف يعكس أن الجهل يقود إلى التصرفات الخاطئة، فكيف بمن يطرق أبوابا يجهل ما وراءها؟
فربما يفتح على نفسه بابا للندم، أو بابا كان مغلقا لرحمة من الله.
لا تـطـرق الأبــواب وأنـــت تجـهل ما خلفها، فإن ليس كل باب يطرق يؤمل منه خير، بعض الأبواب خلقت لتترك موصدة.
فاطمة المزيعل – الأنباء الكويتية
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر لا تطرق الأبواب وأنت تجهل ما خلفها! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.