عدن - ياسمين عبدالعظيم - يُعد السلوك المتكرر مثل التجوّل المستمر أو المشي بدون هدف واضح من العلامات الشائعة لدى مرضى الخرف، وقد يبدو للبعض أمرًا عشوائيًا أو غير مبرر. لكن دراسات طبية حديثة تشير إلى أن هذا التصرف قد يحمل دلائل مهمة على وجود احتياجات نفسية أو جسدية خفية لدى المريض. فهم هذه التصرفات يمكن أن يكون خطوة جوهرية في تحسين جودة حياة المصاب بالخرف، وتقديم رعاية أكثر إنسانية وفعالية. عبر موقع الخليج 365.
المشي المتكرر ليس مجرد عادة.. بل نداء للمساعدة
يشير الأطباء النفسيون والمتخصصون في رعاية مرضى الخرف إلى أن المشي المتكرر قد يكون انعكاسًا لمشاعر القلق، التوتر، أو حتى الألم الجسدي غير المعبّر عنه. في كثير من الأحيان، لا يستطيع مرضى الخرف التعبير بالكلمات عن ما يشعرون به، فيلجؤون إلى سلوكيات بديلة. ومن هنا، يعتبر هذا النمط الحركي بمثابة “لغة بديلة” قد تعبّر عن حاجة لم تُلبى، سواء كانت الحاجة إلى التواصل، أو الشعور بالأمان، أو حتى التخلص من الانزعاج الجسدي.
كما أن التجوّل قد يكون رد فعل على محيط غير مألوف، أو بسبب تغيير في الروتين اليومي للمريض. ومن المهم على مقدّمي الرعاية أن يلاحظوا هذا السلوك ويحللوا السياق الذي يحدث فيه، حتى يتمكنوا من الاستجابة بطريقة صحيحة وفعالة.
شاهد أيضًا: اكتشاف مادة طبيعية جديدة بديلة للسكر ومضادة للسرطان تثير اهتمام العلماء
كيف يمكن التعامل مع سلوك المشي المتكرر بذكاء؟
لمواجهة هذا السلوك، يُنصح باتباع استراتيجيات ذكية تبدأ بملاحظة توقيت وظروف حدوثه. على سبيل المثال، هل يبدأ المريض بالمشي بعد الاستيقاظ؟ هل يكون الجو صاخبًا أو مضطربًا في تلك اللحظات؟ يمكن أيضًا إشراك المريض في أنشطة بديلة تساعد في تقليل القلق وتحقيق الشعور بالراحة.
يُعد توفير بيئة آمنة للمشي أمرًا ضروريًا، بحيث يُسمح للمريض بالتحرك بحرية دون خطر، كما يُفضّل تنظيم الروتين اليومي بشكل واضح ومنتظم. والأهم هو عدم منع المشي بالقوة أو تجاهله، بل محاولة فهمه وتفسيره كمؤشر على مشاعر أو آلام داخلية.