ابوظبي - سيف اليزيد - جمعة النعيمي (أبوظبي)

تتواصل، لليوم الثالث على التوالي، أعمال ملتقى الوقاية من المخدرات 2025، وسط تفاعل مجتمعي واسع مع الفعاليات المتنوعة التي يشهدها، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء، إلى جانب علماء دين، وفعاليات مجتمعية، ويأتي الملتقى تحت شعار «أسرة واعية.. مجتمع آمن»، ليعكس التزاماً وطنياً راسخاً في تعزيز الجهود الوقائية ضد آفة المخدرات والمؤثرات العقلية.
‎ويتضمن الملتقى جلسات نقاشية ومحاضرات توعية تفاعلية، تتيح للمشاركين فرصاً للحوار والانفتاح حول قضايا الإدمان والوقاية، إلى جانب تقديم استشارات أسرية متخصصة تهدف إلى تمكين الأسر من حماية أبنائها وتعزيز وعيهم بخطورة هذه الآفة. وشهد اليوم الثالث تفاعلاً كبيراً من الزوار والمشاركين، حيث توافد أفراد المجتمع من مختلف الأعمار للمشاركة في الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك محاضرات التوعية والأنشطة التفاعلية والجلسات الاستشارية، وأعرب العديد من الزوار عن تقديرهم للمحتوى المجتمعي والتوعوي الذي يقدمه الملتقى، مؤكدين دوره الفاعل في رفع مستوى الوعي بمخاطر تعاطي وترويج المخدرات، وتعزيز ثقافة الوقاية والحماية داخل الأسرة والمجتمع.
ويعد ملتقى الوقاية من المخدرات منصة وطنية شاملة تجمع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات المجتمعية، وتُجسّد التوجهات الاستراتيجية للدولة في تعزيز الأمن المجتمعي، وحماية الأجيال من آفة المخدرات عبر أساليب علمية حديثة ومبادرات مبتكرة.

تأمين الأسرة والمجتمع
قال الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركته في جلسة عمل ضمن جدول أعمال ملتقى الوقاية من المخدرات 2025، إن دور الأسرة مهم في تأمين الأبناء والمجتمع من آفة المخدرات، وذلك بالوقاية والمكافحة التي نريد أن نصل إليها، مشيراً إلى أهمية مبادرات التوعية؛ ولذلك مستمرون في رفع الوعي وثقافة المكافحة في سياق العالم الافتراضي ضمن مجال الأمن السيبراني. وقال الكويتي: لا نستطيع القيام بذلك إلا بالتعاون والشراكة الرئيسية مع الأسرة والمجتمع. وأشاد رئيس مجلس الأمن السيبراني بجهود وزارة الداخلية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي والقائمين على هذا الملتقى. وأضاف: مستمرون للوصول إلى مجتمع آمن.

ورش وفعاليات
من جهتها، أشارت لمياء أحمد الزعابي، رئيس قسم الوقاية من المخدرات من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية، إلى أن فعاليات اليوم الثالث من ملتقى الوقاية من المخدرات تستمر ضمن مجموعة من الورش والفعاليات، تشمل الجلسات الاستشارية والنفسية، كما يبيّن بعضها أيضاً دور الإعلام في التوعية.
جدير بالذكر أن مجلس مكافحة المخدرات ينظم ملتقى الوقاية من المخدرات 2025، بالتعاون مع وزارة الداخلية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، خلال الفترة من 20 إلى 29 يونيو 2025 في غاليريا مول - جزيرة المارية، أبوظبي، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات. ويهدف ملتقى الوقاية من المخدرات هذا العام للعمل لرفع الوعي المجتمعي بمخاطر المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع. وتمكين الأسرة، وتعزيز دورها في الوقاية المبكرة من تعاطي المواد المخدرة، وتعزيز الحضور والمشاركة المجتمعية في الفعاليات والمعارض على المستويات المحلية والعربية والدولية. وغرس قيم الانتماء والهوية الوطنية لدى زوار جاليريا جزيرة المارية. وتعزيز الاستفادة من التجارب والخبرات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الوقاية من المخدرات، وتوظيفها لتطوير البرامج والأنشطة الوقائية. ويستهدف الملتقى كلاً من زوار المول، وأولياء الأمور الآباء والأمهات، والشباب واليافعين (15 - 25 سنة)، بالإضافة إلى الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والمتخصصين في مجال مكافحة المخدرات والوقاية منها، والشخصيات المؤثرة ورواد التواصل الاجتماعي، والقيادات المجتمعية والجهات الحكومية والخاصة المعنية.

محاور الملتقى
يناقش محاور ملتقى الوقاية من المخدرات 2025 قضايا منها السعادة؛ وذلك باعتبار السعادة والإيجابية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. والرفقة الطّيبة، حيث يبرز أهمية اختيار أصدقاء يثرون الحياة بالوعي والنصح الإيجابي، ويساعدون في تطور الشخص وإبعاده عن العادات والسلوكيات السيئة كتعاطي المواد المخدرة. والأسرة المتماسكة، نظراً لأن الأسرة تلعب دوراً أساسياً ورئيسياً في تحصين الأبناء من خطر تعاطي المواد المخدرة، وذلك من خلال غرس المبادئ والقيم الأخلاقية وبناء علاقة قوية مع الأبناء مرتكزاتها الحب والاحترام والثقة والحوار. ويأتي الجسم السليم كمحور رابع في الملتقى، نظراً لكون المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية عاملاً مهماً في تطور الفرد والمجتمع.
كما يتضمن الملتقى عدداً من الأنشطة والبرامج منها الجلسات النقاشية (A، B، C)، و«بودكاست» الوقاية والاستشارات النفسية والاجتماعية، وغيرها من الأنشطة المهمة.