ابوظبي - سيف اليزيد - بيروت (الاتحاد)
شرعت السلطات اللبنانية، أمس، في تسلم دفعات من الأسلحة الموجودة داخل المخيمات الفلسطينية في العاصمة بيروت، في خطوة وُصفت بأنها بداية تنفيذ خطة مشتركة تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وأوضح رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني، السفير رامز دمشقية، في بيان وزعته رئاسة مجلس الوزراء، أن المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية بدأت أمس، من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث ستُسلَّم دفعة أولى من السلاح، وتُوضع في عهدة الجيش اللبناني.
ويأتي هذا التطور بعد نحو ثلاثة أشهر من التوصل إلى اتفاق بين السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية بشأن آلية تسليم السلاح، وسط تأكيد بيروت أن الخطوة تشكل مدخلاً لإرساء الاستقرار وتعزيز سلطة الدولة.
ومن المتوقع أن تتم عملية التسليم بشكل تدريجي وتشمل في مراحل لاحقة مخيمات أخرى في بيروت والمناطق، على أن يجري توثيق السلاح المسلم وإيداعه لدى الجيش اللبناني ضمن ترتيبات أمنية ولوجستية متفق عليها.
وأكد الرئيس اللبناني، العماد جوزيف عون، خلال لقائه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في قصر بعبدا، أمس، أن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء مؤخراً فيما يخص حصرية السلاح، أُبلغ إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة والأمم المتحدة.
وقال: «لبنان ملتزم بتطبيق القرار على نحو يحفظ مصلحة جميع اللبنانيين، حيث تم إبلاغ جميع المعنيين، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية، من خلال السفير توماس براك».
وأكد الرئيس اللبناني أن المطلوب الآن التزام إسرائيل من جهتها بالانسحاب من المناطق التي تحتلها في الجنوب اللبناني، وإعادة الأسرى، وتطبيق القرار 1701، لتوفير الأجواء المناسبة لاستكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية حتى الحدود المعترف بها دولياً.
وأشار عون إلى أن الدعم العربي للبنان مهم في هذه المرحلة، لاسيما وأن المجتمع الدولي يتفهم الموقف اللبناني ويدعمه أيضاً.
من جانبه، أعلن السفير حسام زكي، أن الجامعة تدعم قرار بسط سلطة الدولة اللبنانية على كلّ أراضيها وحصر السلاح بيدها، مطالباً القوى الدوليّة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية، والامتناع عن أي أفعال تمس بالسيادة اللبنانية.
وقال: «لا يريد أحد أن ينزلق لبنان إلى عواقب غير مرغوب فيها بسبب التراشق الداخلي»، على خلفية الخلاف بين الحكومة و«حزب الله» بشأن تجريد الأخير من سلاحه، معرباً عن أمله أن تكون هناك حكمة في تناول هذه المواضيع وأن تكون هناك رؤية لصالح البلد من أجل استعادة الاستقرار والسلم الأهلي.
وطالب المسؤول العربي الولايات المتحدة الأميركية بالضغط على إسرائيل لتنفيذ تعهدات اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، مضيفاً: «شرحت للرئيس عون أن هدف الزيارة هو تأكيد دعم جامعة الدول العربية لمبدأ بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها».
وفي السياق، أكد الرئيس اللبناني، خلال استقباله، أمس، السفير البريطاني في بيروت هايمش كاول، تعويل بلاده على دعم بريطانيا من أجل التمديد لقوات «يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان.
وقال عون: إن «لبنان الذي يتمسك بوجود قوات اليونيفيل يعلق أهمية كبرى على دعم بريطانيا لموقفه الداعي إلى تمديد مجلس الأمن لهذه القوات حتى تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته»، لافتاً إلى الدور المميز الذي تقوم به القوة الدولية في الجنوب على مختلف الصعد الأمنية والإنسانية والاجتماعية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني.