ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (غزة)
كشف المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، عن مقتل أكثر من 18500 طفل في غزة منذ اندلاع الحرب، مشيراً إلى وفاة أكثر من 90 طفلاً بسبب سوء التغذية، بزيادة صادمة تجاوزت 50% في أقل من 3 أشهر، مما يعكس انهيار منظومة الغذاء، بسبب الحصار المفروض على الإمدادات الإنسانية والتجارية.
وشدد عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن أطفال غزة يعيشون كارثة إنسانية غير مسبوقة، موضحاً أن ما يقارب عامين من الحرب والحصار جعلتهم يواجهون مزيجاً من القصف المستمر، والنزوح القسري، والجوع، والمرض، وسط حرمانهم من أساسيات الحياة.
وأشار إلى أن الأطفال في القطاع يُقتلون أو يُصابون أو يُجبرون على النزوح بشكل يومي، لافتاً إلى أن الكثيرين منهم يقفون في طوابير للحصول على الطعام والماء تحت القصف، فيما يظل آخرون محاصرين تحت الأنقاض أو في ملاجئ مكتظة.
وقال المسؤول الأممي، إن الطفولة في غزة اختفت تقريباً، مما يجعلنا أمام جيل ينشأ في ظل ضغوط وحرمان وصدمات نفسية قد تستمر مدى الحياة، إذ يعيش نحو مليون طفل في خوف وجوع دائمين.
وأضاف أن وراء كل إحصائية طفل كان ينبغي أن يلعب ويتعلم وينمو، لكنه يموت في مستشفيات بلا دواء، أو ملاجئ شبه خالية من الماء والطعام، أو بين أحضان آباء عاجزين عن إطعامهم، مؤكداً أن هذه الوفيات كان يمكن تفاديها، وهي غير مقبولة إطلاقاً.
وطالب عويس المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف إطلاق النار بشكل شامل ومستدام، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية والتجارية بلا قيود، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة وفق القانون الدولي، موضحاً أن كل ساعة تأخير تعني موت المزيد من الأطفال.
ونوه بأن شهر يوليو الماضي شهد تشخيص أكثر من 12 ألف طفل بسوء التغذية الحاد، وهو أعلى رقم شهري مسجل على الإطلاق، مقارنة بـ 2000 طفل فقط في فبراير الماضي، مشدداً على أن وتيرة هذا التدهور خطيرة للغاية، وتتطلب استجابة عاجلة وواسعة النطاق.