القاهرة - سامية سيد - كتبت فاطمة خليل

من الطبيعي أن نشعر بالقلق أحيانًا، خاصةً في المواقف العصيبة، لكن بالنسبة للبعض، قد يصعب السيطرة على القلق المفرط والمستمر، وغالبًا ما يتعارض مع أنشطتنا اليومية، قد يكون هذا علامة على اضطراب القلق، واضطرابات القلق شائعة، إذ تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وفقاً لموقعى "مايو كلينيك" و"تايمز ناو".

القلق الوظيفي العالي هو نوع فرعي من اضطراب القلق العام، والذي غالبًا ما يمر دون أن يُلاحظ أو يُشخَّص، يحدث عندما يُعاني الشخص من أعراض القلق، ولكنه بدلًا من الانسحاب من المواقف أو التفاعلات، يبذل جهدًا كبيرًا لمواجهة مخاوفه، ويكون ماهرًا في إخفاء الأعراض.

يصعب اكتشاف القلق الوظيفى العالي، حيث يبدو الشخص بخير ظاهريًا ولكنه يعاني من مشاكل داخلية.

في كثير من الأحيان، يمر القلق الوظيفى العالي دون أن يُلاحظ، حيث يحاول معظم الأفراد إخفاء صراعاتهم بالإنجازات والإنتاجية، مما يجعل من الصعب اعتبارهم ناجحين، لا يؤدي هذا فقط إلى تأخير التشخيص أو حتى عدم وجوده على الإطلاق، بل يحاول معظم الناس التقليل من شأن هذه الأعراض.

ومع ذلك، بالنسبة للكثيرين منهم، يخفي المظهر الخارجي الهادئ دوامة لا تنتهي من القلق والتوتر والإرهاق نُشير إلى هذا بالقلق الوظيفي العالي، وهو يحدث بشكل متكرر أكثر مما ندرك.وفقاً لموقع "تايمز ناو" غالبًا ما يُشيد المجتمع بالسلوكيات التي يُشجعها هذا النوع من القلق، مثل السعي للكمال والإنتاجية المفرطة والتخطيط الدقيق، ولكن هناك شخص وراء هذه الأنماط يجد صعوبة في الشعور بالأمان أو الراحة.

تُسهم عدة عوامل في هذه الظاهرة، منها:
-الضغط المجتمعي للظهور بمظهر الناجح
-الخوف من الأحكام
-الميل لمقارنة الذات بالآخرين ذوي التحديات الأكثر وضوحًا
-غالبًا ما تراود من يعانون من قلق الأداء العالي أفكار لا تزول، ويبدأون بالشعور بالأرق الجسدي والقلق من أنهم ليسوا على قدر كافٍ من الكفاءة.

يعاني الكثير من الناس أيضًا من متلازمة المحتال، وهي الشعور الدائم بأنهم ليسوا على قدر الكفاءة التي يظنها الآخرون، وأن الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يُكتشف أمرهم.

ومن ثم، يُنشئ هذا تناقضًا صارخًا: فالقلق يُحفز الأداء العالي، والأداء العالي يُخفي القلق ومع مرور الوقت، يُؤدي ذلك إلى الإرهاق، ومشاكل في العلاقات، وانعدام التواصل مع الاحتياجات العاطفية.

يقول الخبراء، إذا لاحظتَ أنماطًا في نفسك، فتأكد من تحديد مُحفزاتك الشخصية.

هل تشعر بعدم الاستقرار عندما لا تكون مشغولًا؟ هل تخشى خيبة أمل الآخرين أو تلقي ردود فعل سلبية؟ إن فهم أسباب قلقك هو الخطوة الأولى نحو إدارته بفعالية أكبر.

كما أنه يساعد على فصل قيمك الشخصية عن توقعات المجتمع بدلًا من محاولة الالتزام بالمعايير الخارجية دائمًا، حاول أن تسأل نفسك ما هو الأهم بالنسبة لك. ما الذي تجده ذا معنى؟ ما نوع الحياة التي تشعر بالاستدامة والرضا فيها، وليس مجرد النجاح؟

من المهم أن تكون لطيفًا مع نفسك وأن تفهم أن الأخطاء، أو طلب المساعدة، أو التباطؤ لا يقلل من قدراتك إنها تجعلك إنسانًا فحسب.. أحط نفسك بأشخاص يقدرونك بما يتجاوز إنجازاتك.

إلى جانب ذلك، تأكد من عدم نسيان أهمية تناول وجبات منتظمة، والنوم الجيد، والحركة والنشاط، والتنفس العميق. قد تبدو هذه الأمور بسيطة، لكنها تُرسي أساسًا للمرونة العاطفية وتساعد جهازك العصبي على تنظيم نفسه.