أعلنت منظمات دولية معنية بالصحة الحيوانية والغذاء، رصد انتشار نمط جديد من الحمى القلاعية في مناطق لم تشهد ظهورًا للمرض منذ سنوات، من بينها دول أوروبية وفي الشرق الأدنى، مشددة على أن النمط الجديد يشكل خطرا وبائيا كبيرا، نظرا لقدراته العالية على الانتقال، وقصور المناعة الحيوانية ضده.

فيروس SAT1 يرفع مستوى القلق

رصدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، ظهور النمط المصلي النادر «SAT1» من فيروس الحمى القلاعية في عدة دول أوروبية ومنطقة الشرق الأدنى، مؤكدة أن هذا النوع غير شائع في تلك المناطق، ما يعني أن الحيوانات لا تمتلك مناعة مكتسبة ضده.

وأوضحت «الفاو» أن هذا التطور يثير القلق بين الأوساط البيطرية، نظرًا للخصائص الفيروسية المتغيرة، وسرعة الانتشار بين الحيوانات، خاصة في بيئات الرعي المكثف والمزارع المفتوحة، مشيرة إلى ضرورة تحديث اللقاحات البيطرية، وتكثيف جهود المراقبة الميدانية.

تأثيرات طبية وصحية على الثروة الحيوانية

ذكرت المنظمة، أن الحمى القلاعية تُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تُصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار والجاموس والأغنام، حيث تُحدث تقرحات مؤلمة في الفم والأقدام، وتسبب ضعف الشهية، وقلة الإنتاجية، وعرجا شديدا قد يؤدي إلى عجز تام.

وحذرت من أن المرض يؤدي إلى معدلات إجهاض مرتفعة، خاصة في الأبقار، ويؤثر سلبا على معدلات الخصوبة، ما يُفاقم من تأثيره على استدامة الإنتاج الحيواني، خصوصا في الدول ذات الأنظمة البيطرية الهشة.

وصرحت منظمة الصحة الحيوانية العالمية «WOAH»، بأن المرض يؤدي إلى توقف تصدير المنتجات الحيوانية من الدول المتضررة، وهو ما حصل مؤخرًا مع ألمانيا وسلوفاكيا بعد قرار بريطانيا بفرض حظر استيراد مؤقت.

تحذيرات مهنية وإجراءات عاجلة

أكدت الدكتورة منال إمام، مدير عام الإرشاد البيطري بالدقهلية، عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك» مؤخرًا، أن سلالة SAT1 تُعد من السلالات العنيفة، مشيرة إلى أن العدوى يمكن أن تنتقل عن طريق الهواء أو من خلال الأدوات والملابس الملوثة، ما يستدعي تطبيق إجراءات الحجر البيطري الصارم.

وشددت على ضرورة توعية المربين بكيفية التعرف على الأعراض المبكرة، مثل التقرحات، وسيلان اللعاب، وارتفاع الحرارة، للحد من تفشي المرض داخل المزارع.

هل تنتقل الحمى القلاعية للإنسان؟

وأوضحت «الفاو» أن هناك خلطا شائعا بين الحمى القلاعية الحيوانية ومرض اليد والقدم والفم الذي يُصيب الأطفال، وهو خطأ شائع، حيث أن كلا المرضين ناتجان عن فيروسات مختلفة تماما، ولا علاقة لأحدهما بالآخر، مؤكدة أن الحمى القلاعية لا تنتقل للإنسان، لكنها تشكل خطرا شديدا على إنتاج الغذاء وسلامة القطيع.