ابوظبي - سيف اليزيد - عبدالله أبو ضيف (مقديشو، القاهرة)
أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال «أوصوم» أن قتالاً عنيفاً دار بين قواتها المسلحة وحركة «الشباب» الإرهابية في مدينة استراتيجية تبعد أقل من 100 كيلومتر غرب العاصمة مقديشو.
وأعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال في بيان أنها شنت هجوما كبيراً يوم الجمعة الماضي، مع الجيش الصومالي لاستعادة مدينة «باريري» في منطقة شبيلي السفلى.
وأعلنت البعثة أن العملية العسكرية المشتركة ألحقت خسائر فادحة بالجماعة الإرهابية مع مقتل أكثر من 50 مسلحاً من حركة «الشباب» وإصابة عدد كبير بجروح خطيرة، نافية معلومات أوردها المسلحون أنها تكبدت خسائر.
وقال سفير الاتحاد الأفريقي لدى الصومال الحاج إبراهيم ديني في البيان: إن «القوات عازمة على استعادة مدينة باريري والأراضي الأخرى التي لا تزال تحت سيطرة حركة الشباب لضمان السلام والأمن الدائمين للشعب الصومالي».
وينتشر في الصومال أكثر من 10 آلاف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي ورغم ذلك لا يزال ميليشيات حركة «الشباب» يشنون هجمات مسلحة.
وفي نهاية يونيو قُتل 7 جنود أوغنديين باشتباكات مع «الشباب» في مدينة بمنطقة شبيلي السفلى.
وفي السياق، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الصومال، علي محمد عمر، إن بلاده تواصل جهودها لتطوير قدرات الجيش الوطني بهدف التصدي للتحديات الأمنية، وعلى رأسها الإرهاب، عبر تنسيق مشترك على المستويين الإقليمي والدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية بفعالية.
وأضاف عمر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تعزيز قدرات الجيش الصومالي يسهم بشكل واضح في تحقيق الاستقرار وزيادة فرص التنمية، مشدداً على أهمية العمل في إطار تعاوني مع الشركاء الإقليميين والدوليين في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات المشتركة.
وأشار إلى أنه على المستوى الاقتصادي، يجري العمل على مجموعة كبيرة من الإجراءات والتسهيلات التحفيزية، من خلال حزمة إصلاحات جذرية تهدف إلى تعزيز الحوكمة والشفافية وجذب الاستثمارات الأجنبية، منوهاً بأن الصومال حقق تقدماً مهماً، عبر الاستفادة من مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC)، مما فتح الباب أمام تخفيف الأعباء المالية وتحسين مناخ الأعمال.
وشدد الوزير الصومالي على أهمية انضمام بلاده إلى تجمعات اقتصادية إقليمية مهمة، مثل السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا ومنطقة التجارة الحرة الأفريقية والعربية، وهو ما منح الصومال ميزة استراتيجية باعتباره بوابة للأسواق الإقليمية.
وأفاد عمر بأن تحقيق الأمن والاستقرار ليس غاية في حد ذاته، بل يمثل قاعدة انطلاق لمشروع وطني أشمل يهدف إلى بناء اقتصاد متماسك يعول على قدرات الداخل وشراكات الخارج.
ولفت إلى أن كل تقدم يحرزه الصومال ميدانياً ضد الإرهاب ينعكس إيجاباً على بيئة الاستثمار، ويمنح المجتمع الدولي ثقة أكبر في دعم خطط الإعمار والتنمية، مشدداً على أن الحكومة الصومالية تنظر إلى الأمن والاقتصاد باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، وأن أي انفراجة في أحد المجالين تُمهد الطريق للتقدم في المجال الآخر.