شكرا لقرائتكم خبر عن القربي يتحدث لاول مرة عن الرئيس صالح ويكشف هذه التفاصيل والان مع التفاصيل
عدن - ياسمين التهامي - في الجزء الثاني والأخير من مقابلته مع صحيفة الشرق الأوسط، استعرض وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور أبو بكر القربي محطات مفصلية في تاريخ اليمن الحديث، بدءاً من اندلاع الحرب الأولى مع الحوثيين عام 2004 وحتى مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على أيديهم في 2017. وتحدث القربي عن تحولات العلاقة بين صالح ونائبه عبد ربه منصور هادي، ودور إيران، وتداعيات "الربيع العربي"، إضافة إلى موقف صالح من التغيير ومصير اليمن.
بداية الخلاف مع الحوثيين: من السياسة إلى الحرب
أكد القربي أن الرئيس صالح بدأ يشعر بخطر الحوثيين مع مطلع الألفية الجديدة، بعد تحركاتهم السياسية المتزايدة داخلياً وخارجياً، لافتاً إلى وجود تواصل بينهم وبين ليبيا في عهد معمر القذافي، إلى جانب علاقات بإيران. وقال إن الحرب الأولى ضد الحوثيين اندلعت عام 2004، ومنذ ذلك الحين تصاعدت الأزمة تدريجياً.
التدخل الإيراني في اليمن
القربي كشف أنه زار إيران مرتين بطلب من صالح، لنقل ثلاث رسائل: رفض الصراع المذهبي في اليمن، ضرورة عدم تدخل إيران في الأزمة، ومطالبة الحوزات بوقف الدعم للحوثيين. وأكد أن الرد الإيراني، خصوصاً من الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، كان دبلوماسياً ووعد بدعم أمن واستقرار اليمن، دون أن تُترجم هذه التصريحات إلى أفعال ملموسة.
انتخابات 2006 والتوريث والربيع العربي
وصف القربي انتخابات 2006 بأنها كانت فارقة ونزيهة، وحصل فيها صالح على نحو 60% من الأصوات. وبشأن شائعات التوريث، قال إن صالح لم يكن جاداً في هذا التوجه، وإن المعارضة ضخّمت الموضوع. وأضاف أن الرئيس أعلن في يناير 2011 أنه لن يترشح مجدداً، ولن يترشح نجله أيضاً.
حول الربيع العربي، أوضح القربي أن النظام فوجئ بأسلوب انطلاق الاحتجاجات، رغم علمه بالتحركات الأميركية لدفع التغيير في المنطقة منذ عام 2001. وقال إن صالح لم يرفض مبدأ التغيير، بل كان يتمسك بأن يتم عبر الدستور والمؤسسات، وليس بالفوضى.
الضغوط الأميركية والتنحي
أكد القربي أن الضغوط الخارجية، خصوصاً من واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، تعززت أثناء اعتصامات الشباب في الساحات. وأوضح أن وزيرة الخارجية الأميركية حينها، هيلاري كلينتون، زارت اليمن وأكدت لصالح ضرورة احترام المظاهرات وعدم استخدام العنف. كما أشار إلى أن صالح قبِل مبدأ التنحي تفادياً للفوضى، رغم امتلاكه الوسائل لفض الاعتصامات بالقوة.
محاولة اغتيال صالح والمبادرة الخليجية
تحدث القربي عن حضوره اجتماعاً مع صالح في دار الرئاسة قبل ساعات من محاولة اغتياله بتفجير مسجد النهدين، حيث تم اتخاذ قرار بالتوقيع على المبادرة الخليجية، وطلب منه إبلاغ السعودية بالموافقة. وأشار إلى أن دعوة لحضور زفاف أحد الأقارب أنقذته من التواجد في المسجد لحظة الانفجار.
سقوط صنعاء وتبدل المواقف
كشف القربي أن صالح لم يكن يتوقع أن يسقط في تحالف مع الحوثيين، بل إنه طلب من هادي التحرك لوقف تقدمهم نحو عمران. لكنه شعر لاحقاً بأن الحوثيين أزاحوا "المؤتمر الشعبي" من السلطة، وأداروا الوزارات عبر مشرفيهم، ما زاد من التوتر بين الطرفين. وقال إن صالح كان يتوقع غدراً من الحوثيين في ظل هذا السلوك.
علاقة صالح وهادي
وصف العلاقة بين صالح وهادي قبل تسليم السلطة بأنها ممتازة، لكن الخلاف بدأ عندما شعر صالح أن هادي يحاول تهميشه من رئاسة المؤتمر الشعبي العام. وأكد القربي أنه كان من الداعمين لتولي هادي السلطة بعد صالح، باعتباره نائباً للرئيس طيلة 17 عاماً، ولم يظهر منه ما يدعو للريبة.
الإرث السياسي وصعوبة حكم اليمن
أشاد القربي بصفات صالح كقائد يتمتع بالمرونة ويؤمن بالحوار حتى مع خصومه، مؤكداً أنه كان يملك معرفة دقيقة بتعقيدات الواقع اليمني من قبائل وأحزاب وقوى متداخلة. واعتبر أن هذا الفهم كان أحد أسباب استمراره في الحكم لأكثر من ثلاثة عقود، رغم ما شاب عهده من فرص ضائعة لبناء دولة مؤسسات.
مستقبل اليمن والوحدة
في ختام حديثه، شدد القربي على أن وحدة اليمن يجب أن تعود، رغم التعقيدات والتدخلات الخارجية. وأكد أن غالبية اليمنيين، خاصة في الجنوب، باتوا يلمسون أن الوحدة هي الضمان الوحيد للاستقرار. وأعرب عن قناعته بأن الحل في اليمن لن يتحقق إلا حين يُترك لليمنيين أنفسهم، دون وصاية خارجية، ليتحاوروا ويتفقوا.