الارشيف / لايف ستايل

يحقن في 5 دقائق.. لقاح ثوري جديد يعالج 15 نوعا من السرطان بفعالية جبارة

يحقن في 5 دقائق.. لقاح ثوري جديد يعالج 15 نوعا من السرطان بفعالية جبارة

القاهرة - سمر حسين - صحة

شهدت العلاجات المناعية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، إذ أصبح من الممكن الاستفادة من قدرات جهاز المناعة لمحاربة السرطان، ويُعدّ عقار «نيفولوماب» من أبرز هذه العلاجات المبتكرة في مجال الأورام، إذ يعمل على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على التعرّف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بكفاءة أعلى مقارنة بالعلاجات التقليدية.

وفي خطوة تُعدّ نقلة نوعية في رعاية مرضى السرطان، سيبدأ آلاف المرضى التابعين لهيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) في تلقي ما يُعرف بـ«الحقنة الخارقة»، التي تستهدف أكثر من 15 نوعًا مختلفًا من السرطان، وتوفر العلاج المناعي في مدة زمنية لا تتجاوز 3 إلى 5 دقائق فقط، بعد أن كان يُعطى سابقًا عبر التسريب الوريدي لمدة قد تصل إلى ساعة كاملة.

العقار المعروف علميا باسم «نيفولوماب»، أصبح متاحًا الآن على هيئة حقنة تُحقن تحت الجلد، وتُعطى إما مرة كل أسبوعين أو مرة واحدة في الشهر، ومن المتوقع أن يستفيد من هذه التقنية الحديثة نحو 1200 مريض شهريًّا في إنجلترا.

وقد وصف الخبراء هذا التطور بأنه تقدم كبير في مسار علاج السرطان، لا سيما في ظل الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الجلد وسرطان الأمعاء، لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وهو ما أثار حيرة الأطباء في مختلف أنحاء العالم.

وقال البروفيسور بيتر جونسون، المدير الوطني السريري للسرطان في هيئة الصحة الوطنية بإنجلترا: «لقد كان العلاج المناعي خطوة كبيرة إلى الأمام في مسار علاج العديد من مرضى السرطان، ومع إمكانية تقديمه الآن على هيئة حقنة سريعة، نستطيع أن نجعل تجربة العلاج أكثر راحة وسهولة للمرضى».

ويوضح الدكتور خالد محمد عبد الوهاب، استشاري جراحات الأورام، في تصريحات لـ«الوطن»، أن «نيفولوماب» أصبح واحدًا من العلاجات الرائدة في مكافحة السرطان، موضحًا أنه يُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد، وهو ما يميز هذا العقار عن غيره من العلاجات التي تُعطى عن طريق الوريد، وتستغرق عملية الحقن بضع دقائق فقط، ما يساهم في تسهيل العلاج على المرضى، ويقلل من الحاجة للإقامة الطويلة في المستشفيات.

مميزات الحقنة الخارقة لعلاج السرطان

يؤكد عبد الوهاب، أن الحقنة تُعتبر أكثر راحة للمرضى مقارنة بالعلاجات الأخرى، حيث يمكن إعطاؤها بسرعة ودون الحاجة لأجهزة معقدة، موضحا أنه يتم الحقن تحت الجلد في منطقة البطن أو الفخذ، وعادة ما تكون المدة الزمنية التي يستغرقها الطبيب في إعطائها أقل من 5 دقائق، ما يقلل من الوقت الذي يحتاجه المريض في المستشفى، ويسمح له بالعودة إلى نشاطه الطبيعي فورًا بعد العلاج.

مواعيد الحقن

يشير عبد الوهاب، إلى أن مواعيد الحقن تتفاوت وفقًا لحالة المريض، ففي بعض الحالات، قد يُعطى العقار مرة كل أسبوعين، وفي حالات أخرى قد تكون المواعيد كل شهر، مضيفا أن الطبيب في العادة، يحدد مواعيد العلاج بناءً على استجابة المريض للعلاج وحالته الصحية العامة، وهذه المرونة في مواعيد العلاج تُعد من أبرز مميزات هذا العقار، إذ يُمكن للمريض أن يتلقى العلاج بمرونة أكثر دون التأثير على حياته اليومية.

فعالية الحقنة في علاج السرطان

يضيف استشاري جراحات الأورام، أن العقار يعمل بشكل أساسي على تنشيط جهاز المناعة ضد الخلايا السرطانية، فعندما يُحقن، يساعد على تثبيط بروتينات معينة في الخلايا السرطانية تمنع جهاز المناعة من التعرف عليها، لافتا إلى أن الحقنة أثبتت فعالية كبيرة في علاج العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الجلد وسرطان الرئة وسرطان الكلى، وفي بعض الحالات، أظهر المرضى تحسنًا ملحوظًا بعد تلقي العلاج، حتى في الحالات التي كانت تعتبر مقاومة للعلاج التقليدي.

التأثيرات جانبية

بالنسبة للتأثيرات الجانبية، كشف عبد الوهاب، أن العقار يمتاز بتأثيرات جانبية أقل مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، وأن في الغالب، سيعاني المرضى من أعراض خفيفة مثل التعب أو الطفح الجلدي، لكن في حالات نادرة، وقد تظهر ردود فعل مناعية شديدة، مثل التهاب في الأعضاء أو ارتفاع في درجة الحرارة، وهو ما يستدعي المتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص، مؤكدا أنه بشكل عام، يمكن أن تبقى الآثار الجانبية لهذه الحقنة أقل وطأة من العلاجات الأخرى.