القاهرة - سمر حسين - صحة

لم تعد المكملات الغذائية حكرًا على الرياضيين أو من يعانون من نقص غذائي، بل أصبحت عنصرًا مهمًا في الروتين الصحي اليومي للوقاية من الأمراض المزمنة، ومع تزايد التحديات الصحية التي يفرضها نمط الحياة السريع والغذاء غير المتوازن، بات من الضروري التركيز على عناصر غذائية داعمة، تعزز مناعة الجسم وتحسّن وظائفه الحيوية، وعلى رأسها الفيتامينات، الأحماض الدهنية، والمركّبات الطبيعية التي تساعد بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين.
دور المكملات في دعم التوازن الحيوي
تُسهم المكملات الغذائية في تعويض العناصر التي قد يفتقر إليها الجسم نتيجة نمط التغذية غير المتكامل. وفي هذا السياق، قالت خبيرة التغذية العلاجية، الدكتورة شيماء خفاجي، إن العناصر الدقيقة مثل المغنيسيوم، الزنك، وفيتامين B12، تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم العمليات الحيوية التي تتحكم في إنتاج الأنسولين، وتحافظ على سلامة الأوعية الدموية. وأكدت أن عدم توازن هذه العناصر قد يؤدي إلى اضطرابات مزمنة يصعب التعامل معها بعد الإصابة.
أهم الفيتامينات والمعادن المؤثرة
- المغنيسيوم: يُساعد في ضبط عمل الخلايا وتنظيم الإشارات العصبية، كما يساعد في الحفاظ على توازن مستويات السكر.
- فيتامين D: عنصر أساسي لدعم المناعة وتقوية العضلات، وله تأثيرات إيجابية على مقاومة الأنسولين وتقليل الالتهابات المرتبطة بأمراض القلب.
- أوميجا 3: أحماض دهنية تساهم في خفض الكوليسترول الضار، وتنظيم ضغط الدم، وتحسين كفاءة الدورة الدموية.
- الكروميوم: معدن نادر يساعد على تحسين التمثيل الغذائي للسكر، ويقلل من التقلبات في مستوياته داخل الجسم.
آلية الوقاية من الأمراض
أوضحت خفاجي أن هذه المكملات لا تعالج الأمراض، بل تهيئ الجسم للتعامل بكفاءة مع الضغوط الحيوية. فمثلًا، دعم الجسم بفيتامينات مضادة للأكسدة يُسهم في تقليل مستوى الالتهابات، التي تُعد السبب الأساسي في كثير من المضاعفات الصحية، مثل تصلب الشرايين، اضطرابات القلب، وتدهور التحكم في سكر الدم.
اختيار المكمل المناسب
ونوّهت بأن اختيار المكمل الغذائي يجب أن يكون مبنيًا على حاجة فعلية للجسم، وليس بدافع التقليد أو الاستخدام العشوائي، فلكل جسم طبيعته الخاصة، ويُفضّل البدء بمكملات بسيطة تحتوي على مكونات طبيعية واضحة، ثم التدرج في الجرعات أو الأنواع بحسب الحاجة وتحت إشراف متخصص.
دمج المكملات مع أسلوب الحياة الصحي
وأشارت خبيرة التغذية إلى أن أقصى فائدة يمكن الحصول عليها من المكملات تأتي عند دمجها مع نمط حياة متوازن يشمل نشاطًا بدنيًا منتظمًا، ونومًا كافيًا، وتغذية سليمة، فهي لا تُعد حلًا سحريًا، بل داعمًا لمسيرة الوقاية الصحية، خاصة مع التقدم في العمر أو في حالات الإرهاق المزمن والضعف العام.