كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في تقرير لها عن حالة امرأة شابة تُدعى جيما إيلينغورث، التي عانت منذ طفولتها من صعوبات في الرؤية والتنسيق، والتي تم تشخيصها لاحقًا بنوع نادر من الخرف يُعرف بضمور القشرة الخلفية PCA، وهذا النوع من الخرف يؤثر بشكل رئيسي على القدرة على معالجة المعلومات البصرية، ما يؤدي إلى صعوبات في القراءة، وتحديد المسافات، والتعرف على الوجوه.

 ما ضمور القشرة الخلفية؟

يُعرف ضمور القشرة الخلفية PCA بحسب منظمة الصحة العالمية، على أنه حالة تنكسية نادرة تؤثر على الجزء الخلفي من الدماغ، المسؤول عن معالجة المعلومات البصرية، ويُعتبر PCA شكلا نادرا من الخرف، وغالبًا ما يُشخص بشكل خاطئ على أنه مشكلات في العين أو اضطرابات نفسية، وتشمل الأعراض المبكرة صعوبات في القراءة، وتحديد المسافات، والتعرف على الوجوه، وتتطور لاحقًا لتشمل مشكلات في الذاكرة والتفكير.

أعراض ضمور القشرة الخلفية

تشمل الأعراض المبكرة لضمور القشرة الخلفية:

• صعوبات في القراءة والكتابة.
• مشكلات في تحديد المسافات والتنسيق.
• صعوبة في التعرف على الوجوه والأشياء.
• حساسية للضوء.
• هلوسات بصرية.
• صعوبات في التنقل داخل الأماكن المألوفة.

تشخيص الحالة

غالبًا ما يُشخص PCA بشكل خاطئ على أنه مشاكل في العين أو اضطرابات نفسية، ما يؤدي إلى تأخير في التشخيص والعلاج، ويتطلب التشخيص الدقيق تقييما شاملا يشمل الفحوصات العصبية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مناطق الدماغ المتأثرة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد زكريا، استشاري مخ وأعصاب، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ضمور القشرة الخلفية هو حالة نادرة من الخرف تؤثر على الجزء الخلفي من الدماغ، المسؤول عن معالجة المعلومات البصرية، وغالبًا ما يُشخص بشكل خاطئ على أنه مشاكل في العين أو اضطرابات نفسية، مما يؤدي إلى تأخير في التشخيص والعلاج، ومن المهم أن يكون الأطباء على دراية بهذه الحالة لتقديم التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

وأشار إلى أنّ التشخيص المبكر ضروري جدًا، لأن التدخل السريع سواء بالأدوية أو بإعادة التأهيل يمكن أن يبطئ من تطور المرض بشكل كبير، خاصة إذا تم الربط بين الأعراض البصرية والمشكلات المعرفية فورًا.

مراحل تطور الحالة الصحية

تمر الحالة بثلاث مراحل رئيسية:

• المرحلة المبكرة: تغييرات خفيفة في السلوك أو تكرار نسيان الأحداث الأخيرة.
• المرحلة المتوسطة: ضعف القدرة على أداء المهام اليومية، وتغيرات واضحة في التصرفات والانفعالات.
• المرحلة المتقدمة: فقدان القدرة على التفاعل مع المحيط، الحاجة المستمرة للمساعدة، وتدهور في المهارات الحركية.

هل يمكن الوقاية المبكرة؟

يرى الدكتور خالد زكريا أن تبني نمط حياة صحي له دور كبير في تقليل فرص الإصابة بالخرف المبكر، وأهم هذه العوامل هي التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين، ومراقبة ضغط الدم والسكر، كما ينصح بإجراء فحوصات دورية للعين؛ لأنّها قد تكشف عن مؤشرات أولية قبل ظهور الأعراض الإدراكية.