الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الضفة: في مشهد أثار الكثير من علامات الاستفهام، زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الجمعة، مركزًا لتوزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي في تل أبيب مايك هاكابي، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار عسكري إسرائيلي متزايد، شمل تعزيزات من الدبابات والآليات العسكرية في محيط مناطق جنوب ووسط القطاع الفلسطيني.
ونشر هاكابي صورة تجمعه مع ويتكوف على منصة "إكس"، قائلاً: "ذهبت إلى غزة اليوم وشاهدت برنامجًا غذائيًا إنسانيًا أطلقته الولايات المتحدة". لكن خلف هذه الصورة بدا المشهد على الأرض معقدًا؛ حيث تزامنت الزيارة مع تمركز القوات الإسرائيلية حول مناطق مثل محور نتساريم ومنطقة الشاكوش بمواصي خان يونس، وفقًا لما أوردته قناة "العربية/الحدث" نقلًا عن مصادر ميدانية. وتوزع المساعدات من خلال مراكز تديرها منظمات مدعومة أميركيًا، أبرزها "مؤسسة غزة الإنسانية".
وقبيل زيارته إلى غزة، التقى ويتكوف برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار، بينما حذر مرصد دولي مختص بمراقبة الجوع من خطر مجاعة وشيكة تهدد سكان غزة، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير بعد اللقاء إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على التحول من خطة للإفراج الجزئي عن الرهائن إلى خطة أوسع تشمل إطلاق جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، وتحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح، لكنه لم يوضح تفاصيل التنفيذ أو الإطار الزمني.
البيت الأبيض أعلن أن زيارة ويتكوف لغزة جاءت بهدف الإشراف المباشر على عملية توزيع المساعدات الغذائية وتقييم أداء الفرق الميدانية، استعدادًا لوضع خطة نهائية تُسرّع من وتيرة تسليم الإمدادات. وقالت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت: "سيقدّم المبعوث والسفير بعد زيارتهما مباشرة تقريرًا بالموافقة على خطة نهائية لتوزيع الغذاء والمساعدات في المنطقة".
من جانبه، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التطورات من خلال منصته "تروث سوشيال"، قائلاً: "أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن!!"، مضيفًا في تصريح للصحافيين أن الوضع هناك "مروع"، ردًا على وصف النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين للهجوم الإسرائيلي على غزة بالإبادة الجماعية.
وأردف ترامب: "ما يحدث هناك مروع... أجل، إنه أمر مروع. الناس يعانون من جوع شديد"، مشيرًا إلى الجهود المالية التي تبذلها بلاده لتقديم مساعدات غذائية، من دون أن يذكر إن كانت هذه الجهود مشروطة بتنازلات سياسية أو ترتبط بخطط عسكرية إسرائيلية متزامنة.
الزيارة، التي جاءت وسط مشهد إنساني كارثي، أعادت تسليط الضوء على التناقضات في الموقف الأميركي، الذي يوزع الغذاء من جهة، ويغض الطرف عن الحصار والدمار الإسرائيلي من جهة أخرى، في وقت باتت فيه غزة على حافة المجاعة.