ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (غزة)
حذر خبراء فلسطينيون من خطورة توقف عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في نهاية أغسطس، جراء نقص التمويل بشكل ملحوظ، مما يشكل كارثة إنسانية كبرى، لا سيما أنها تمثل «شريان حياة» لملايين الأسر الفلسطينية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن توقف عمليات «الأونروا» الإغاثية يُعني حرمان أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني من أبسط حقوقهم الأساسية في الغذاء والدواء والمأوى والتعليم، واعتبروها ركيزة رئيسة للعمل الإنساني، وبالأخص في غزة، التي يعتمد 70% من سكانها على مساعداتها.
وكان رئيس مكتب «الأونروا» في القاهرة، سحر الجبوري، قد كشفت عن أن الوكالة قد تواجه خطر الانهيار الكامل لعملياتها بحلول نهاية أغسطس الحالي، في حال لم تتلق الدعم المالي المطلوب في الوقت المحدد، موضحة أن الفجوة التمويلية الحالية تُقدر بنحو 200 مليون دولار.
وأوضح السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، بركات الفرا، أن وكالة «الأونروا» تمثل «شريان حياة» لملايين اللاجئين الفلسطينيين، سواء في غزة أو الصفة الغربية أو لبنان أو سوريا أو الأردن، مما يجعل توقف عملياتها الإنسانية والإغاثية كارثة كبرى بكل المقاييس.
وذكر الفرا، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن توقف عمليات الوكالة الأممية لا يعني فقط تعليق تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، بل يعني حرمان أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني من أبسط حقوقهم الأساسية في الغذاء، والتعليم، والرعاية الصحية، والمأوى الكريم، إضافة إلى أن تداعيات الكارثة ستمتد لتشمل عشرات الآلاف من الموظفين والعاملين في مؤسسات «الأونروا» الذين يعتمدون عليها باعتبارها مصدر رزق وحيد، مما يزيد من معدلات البطالة، ويفاقم الأوضاع المعيشية بشكل بالغ السوء.
وأشار إلى أن تداعيات وقف عمليات «الأونروا» لا تتوقف على الانهيار الإنساني فحسب، إذ إن المسألة ليست إنسانية بحتة بل سياسية أيضاً، في ظل وجود محاولات مستمرة من قبل السلطات الإسرائيلية لإضعاف الوكالة، بهدف إنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين كلياً، وتصفية حق العودة الذي يكفله القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار الأممي رقم 194.
وقال الدبلوماسي الفلسطيني، إن «الأونروا» لم تُنشأ بوصفها منظمة إغاثية مؤقتة، بل مؤسسة أممية معنية باللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا قسراً عام 1948، وهي قائمة إلى حين عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم.
ودعا الفرا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم للحيلولة من دون توقف عمل «الأونروا»، ليس فقط لحماية الخدمات الإنسانية، بل للدفاع عن حق تاريخي وقانوني عادل للاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن الأمر ليس مجرد تمويل فقط، بل وجود وهوية، ومحاولة صريحة لتصفية واحدة من أبرز ركائز القضية الفلسطينية.
من جهته، قال المحلل السياسي الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، إن «الأونروا»، منذ تأسيسها لعبت دوراً محورياً في تقديم الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، مما يجعلها تشكل ركيزة رئيسة للعمل الإنساني، وبالأخص في غزة، والتي يعتمد معظم سكانها على المساعدات الإنسانية والخدمات التعليمية والصحية التي تقدمها الوكالة، وبالتالي لا غنى عنها لعائلات اللاجئين.
وأضاف الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «الأونروا» تُدير شبكة واسعة من المدارس، والمراكز الصحية، وبرامج الإغاثة الغذائية والتمويل النقدي، موضحاً أنه مع تفاقم الأزمة المالية التي تواجهها الوكالة، بات خطر التوقف الكامل لعملياتها مع نهاية أغسطس احتمالاً واقعياً، مما ينذر بكارثة إنسانية حادة.