القاهرة - سمر حسين - صحة

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام باتباع الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، خصوصا بين الأشخاص الذين يرغبون في فقدان الوزن أو بناء العضلات، وهذا التوجه دفع الكثيرين إلى التركيز على زيادة كمية البروتين بشكل كبير في وجباتهم اليومية، لكنهم يغفلون عنصرا غذائيا مهما وأساسيا وهو الألياف، التي لا تعد مكونا غذائيا فقط بل عامل رئيسي في دعم صحة الجهاز الهضمي وتعزيز الشعور بالشبع، كما تلعب دورا مهما في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة.
دور الألياف في دعم صحة الجهاز الهضمي
وقالت الدكتورة آلاء عبد الغني، استشاري التغذية العلاجية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الألياف تساعد في دعم صحة الجهاز الهضمي، فهي تعمل على تنظيم حركة الأمعاء، وتمنع الإمساك، وتحسن التوازن البكتيري في الأمعاء.
وأضافت أنه عندما نتناول كمية كافية من الألياف، نُحسن عملية الهضم ونتجنب المشاكل الشائعة مثل الانتفاخ، والغازات، وعرقلة حركة الأمعاء، التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى مشكلات صحية أكبر.
أضرار نقص الألياف في الأنظمة الغنية بالبروتين
تجاهل تناول الألياف خلال اتباع نظام غذائي غني بالبروتين له تأثيرات صحية سلبية كثيرة، من بينها:
- الإمساك المزمن
الذي يؤدي إلى شعور بعدم الراحة وانتفاخ البطن، ويمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي
مثل عسر الهضم وارتجاع الحمض، التي تزداد بسبب قلة الألياف التي تساعد على تنظيم حركة الأمعاء.
- زيادة مخاطر الأمراض المزمنة
الألياف تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وتجاهلها يزيد من احتمالات الإصابة بهذه الأمراض.
- ارتفاع احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان
خصوصا سرطان القولون، إذ أن الألياف تُشكل دورا وقائيا مهما من خلال تعزيز صحة الأمعاء وتنظيم حركة الأمعاء.
أهمية التوازن بين البروتين والألياف
وأكدت استشاري التغذية العلاجية، ضرورة تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على نسب متوازنة من البروتين، الألياف، والدهون الصحية، وأوضحت أن تناول البروتين بكميات كبيرة جدًا مع إهمال الألياف يؤدي إلى اختلال في الجهاز الهضمي، ويُضعف قدرة الجسم على الاستفادة من البروتين بشكل صحيح.
وأشارت إلى أن الإرشادات العامة تنصح بتناول من 25 إلى 38 جراما من الألياف يوميا، مع زيادة تدريجية لمن يعانون من نقص حاد لتجنب أعراض جانبية مثل الانتفاخ أو الغازات.
وقالت إنه عندما تدمج الألياف مع البروتين في وجباتك، فإنها تساعد على تحسين الهضم، وزيادة الشعور بالشبع، وبالتالي التحكم في الوزن بشكل أفضل.
الألياف من المصادر الطبيعية أفضل من المكملات
ونبهت الدكتورة آلاء عبدالغني إلى أن الحصول على الألياف من مصادر طبيعية مثل الحبوب الكاملة، الخضروات، الفواكه، والبقوليات أفضل بكثير من تناول المكملات الغذائية.
وقال إن الأطعمة الطبيعية توفر مجموعة متنوعة من الألياف، إلى جانب فيتامينات ومعادن أخرى يحتاجها الجسم، بينما المكملات غالبا تكون أحادية التركيب وتفتقد للفوائد الغذائية الكاملة.
وأضافت أن بعض المكملات قد تسبب آثارا جانبية إذا استُخدمت بشكل مفرط أو غير صحيح.
نصائح لدمج الألياف في النظام الغذائي الغني بالبروتين
لضمان نظام غذائي متوازن وصحي، أوصت عبد الغني بعدة نصائح سهلة التطبيق وهي:
- إضافة الخضراوات والفواكه الطازجة في كل وجبة سواء كسلطة أو كوجبة خفيفة.
- اختيار الحبوب الكاملة بدلا من المكررة مثل الأرز البني، والشوفان، والخبز الكامل.
- تناول المكسرات والبذور كمصدر غني بالألياف والدهون الصحية.
- دمج البروتين النباتي في النظام الغذائي مثل العدس، الفاصوليا، والحمص، التي تحتوي على ألياف طبيعية بجانب البروتين.
- شرب كمية كافية من الماء لتسهيل حركة الألياف في الجهاز الهضمي وتقليل مشاكل الإمساك.