
لا أتنبَّأ بالأحداث، لكنِّي أقرأها في ظلِّ المشهد المؤلم، الذي أراه يوميًّا في كتاب القضيَّة الفلسطينيَّة، التي طال أمدُ تعليقها، ولا أرى لها حلًّا في الأفق القريب!.إسرائيل -ولأسبابٍ كثيرةٍ، سأُوردها في السطور المقبلة- لن تعترف بحلِّ الدولتين، حتَّى لو اعترف كلُّ العالم به، بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضويَّة في مجلس الأمن الدوليِّ، وهي: أمريكا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا.وما ذاك إلَّا لأنَّ الاعتراف سيُجبرها على الإقرار بأنَّ هناك شعبًا فلسطينيًّا قد اُقْتُلِعَت جذوره، ونُهِبَت أراضيه، ومُسِحَت قُراه من الخارطة والوجود، وأنَّها تأسَّست على أنقاض شعب آخر، وبهذا ينتفي تباهيها بأنَّها واحة الديموقراطيَّة الوحيدة في الشرق الأوسط.وليس هذا فحسب، بل سيجرُّ عليها اعترافها فتح ملفَّات تُحرجها وتُؤلمها، وربَّما تُدمِّرها، مثل ملفِّ اللاجئين الفلسطينيِّين الذين لو عادوا لوطنهم، فسيصبح اليهود أقليَّة، وملفِّ القدس التي يريد اليهود هدم مسجدها الأقصى، وإقامة معبدٍ يهوديٍّ مكانه، وملفِّ الحدود التي لم تُرسِّمها حتَّى الساعة، لماذا؟ لأنَّها ببساطة تريد التوسُّع، وإنشاء ما يُسمَّى إسرائيل الكُبْرَى، وكذلك ملفِّ جرائم الحرب، الذي قد يُودِع بعض سياسيِّيها وجيشها الوحشيِّ خلف القضبان وربَّما في حبل المشنقة!.
وإسرائيل تعيش على وهم امتلاكها للحقِّ التاريخيِّ والدينيِّ المُطلق في كامل أرض فلسطين، وما حولها من أراضي الشَّام المُباركة، والأراضي العربيَّة حول الشَّام، ولو حصل الاعتراف لتبدَّد هذا الحقُّ المزعوم، وهي بذلك لا تريد شريكًا، بل تابعًا، ولا تريد سلامًا، بل استسلامًا، فالدولة الفلسطينيَّة فيما لو قامت، يعني نهاية العجرفة الإسرائيليَّة، وبداية لحسابها دوليًّا عمَّا اقترفته خلال أكثر من ٧٥ سنة من الاحتلال الوحشيِّ بحقِّ ملايين الفلسطينيِّين الذين سيعاملونها بنديَّة، ويرفعون قضايا تعويض ضدَّها، بصفتهم مواطني دولة قائمة، وليسوا لاجئين لا حولَ لهم ولا قوَّة، وهذا ما لا تُطيقه إسرائيل، ويُصيب ساستها، وأحبارها بالجلطة الدماغيَّة، والشَّلل الرُباعيِّ الخطير!.
لن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين، ما لم يكن هناك ائتلاف عالميٌّ جديٌّ، وتوحُّد عربيٌّ قويٌّ يمصعانها من أذنيها، وهذا ما تسعى إليه المملكة، التي أراها مع الدول الكُبْرَى المُنصِفة القوَّة الوحيدة القادرة علي فرض حلِّ الدولتين، وإنهاء مأساة شعب عربيٍّ شقيق تعرَّض خلال أكثر من ثلاثة أرباع القرن لشتَّى صنوف الاحتلال والتنكيل.
م. طلال القشقري – جريدة المدينة
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر حل الدولتين بالنسبة لإسرائيل..!! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.